نام کتاب : صيد الخاطر نویسنده : ابن الجوزي جلد : 1 صفحه : 218
666- وأكثر ما يقع هذا في مقاربة الفتنة، وقل من يسلم عند المقاربة؛ لأنه كتقديم نار إلى حلفاء[1].
667- ثم لو ميز العاقل بين قضاء وطره لحظة، وانقضاء باقي العمر بالحسرة على قضاء ذلك الوطر: لما قرب منه، ولو أعطي الدنيا، غير أن سكرة الهوى تحول بين الفكر وذلك.
668- آهٍ، كم معصية مضت في ساعتها كأنها لم تكن، ثم بقيت آثارها، وأقلها ما لا يبرح من المرارة في الندم! والطريق الأعظم في الحذر أن لا يتعرض لسب فتنة، ولا يقاربه. فمن فهم هذا وبالغ في الاحتراز، كان إلى السلامة أقرب. [1] الحلفاء: نبات عشبي معمر من الفصيلة النجيلية، أوراقه مستطيلة خيطية أو أسلية النصل، يلتف بعضها على بعض، تصنع منها الحصر والقفف والحبال.
145- فصل: البلايا على مقادير الرجال
669- البلايا على مقادير الرجال. فكثير من الناس تراهم ساكتين، راضين بما عندهم من دين ودنيا، وأولئك قوم لم يرادوا لمقامات الصبر الرفيعة، أو علم ضعفهم عن مقاومة البلاء فلطف بهم.
ثم تبتلي بنفس تميل إلى المباحات، وتدعي أنها تجمع بذلك همها، وتشفي مرضها، لتقبل مزاحة العلة[1] على تحصيل الفضائل.
وهاتان الحالتان كضدين؛ لأن الدنيا والآخرة ضرتان.
واللازم في هذا المقام مراعاة الواجبات، وأن لا يفسح للنفس في مباح لا يمؤمن أن يتعدى منه إعراض عن واجب ورع، المبتلى يصيح، فلأن يبكي الطفل خير من أن يبكي الوالد. [1] خالٍ من الشواغل.
نام کتاب : صيد الخاطر نویسنده : ابن الجوزي جلد : 1 صفحه : 218