responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : صيد الخاطر نویسنده : ابن الجوزي    جلد : 1  صفحه : 253
ويا كدر الورع، مع طلب ما لا بد منه للعائلة!
785- غير أني قد استسلمت لتعذيبي، ولعل تهذيبي في تعذيبي؛ لأن علو الهمة تطلب المعالي المقربة إلى الحق عز وجل، وربما كان الحيرة في الطلب دليلًا إلى المقصود. وها أنا أحفظ أنفاسي من أن يضيع منها نفس في غير فائدة. وإن بلغ همي مراده؛ وإلا فـ"نية المؤمن أبلغ من عمله".

171- فصل: لا بد من مغالطة ليتم العيش
786- لما سطرت هذا الفصل المتقدم، رأيت ادكار النفس بما لا بد لها في الطريق منه، وهو أنه لا بد لها من التلطف، فإن قاطع مرحلتين في مرحلة خليق بأن يقف، فينبغي أن يقطع الطريق بألطف ممكن، وإذا تعبت الرواحل، نهض الحادي يغنيها، وأخذ الراحة للجد جد، وغوص السابح في طلب الدر صعود، ودوام السير يحسر[1] الإبل، والمفازة[2] صعبة.
787- ومن أراد أن يرى التلطف بالنفس؛ فلينظر في سير الرسول صلى الله عليه وسلم، فإنه كان يتلطف بنفسه، ويمازح، ويخالط النساء، ويقبل، ويمص اللسان، ويختار المستحسنات، ويستعذب له الماء، ويختار الماء البارد، والأوفق من المطاعم، كلحم الظهر والذراع والحلوى.
788- وهذا كله رفق بالناقة في طريق السير، فأما من جرد عليها السوط؛ فإنه يوشك ألا يقطع الطريق، وقد قال صلى الله عليه وسلم: "إن هذا الدين متين، فأوغلوا فيه برفق، فإن المنبت لا أرضًا قطع، ولا ظهرًا أبقى"[3].
789- واعلم أنه يبنغي للعاقل أن يغالط نفسه فيما يكشف العقل عن

[1] الحسر: التعب والإعياء.
[2] المفازة: الصحراء المهلكة.
[3] رواه البيهقي في السنن "1913"، عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما، وفي إسناده عبد الله بن صالح كاتب الليث: صدوق كثير الغلط؛ لكن شطره الأول: رواه أحمد "3/ 199" عن أنس رضي الله عنه، قال الهيثمي في المجمع "1/ 67": رجاله موثوقون إلا خلف بن مهران، فإنه لم يدرك أنسًا، و "المنبت" الذي يتعب دابته حتى لا تطيق السير.
نام کتاب : صيد الخاطر نویسنده : ابن الجوزي    جلد : 1  صفحه : 253
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست