نام کتاب : صيد الخاطر نویسنده : ابن الجوزي جلد : 1 صفحه : 270
تكون صينةً، وكذلك أيضًا المخالط والصديق والمباضع[1] والمعاشر.
فإياك أن تخالط إلا من له أصل يخاف عليه الدنس، فالغالب [معه] السلامة، وإن وقع غير ذلك، كان نادرًا.
847- وقد قال عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه لرجل: أشر علي فيمن أستعمل، فقال: أما أرباب الدين، فلا يريدونك[2]، وأما أرباب الدنيا، فلا تردهم؛ ولكن عليك بالأشراف، فإنهم يصونون شرفهم عمَّا لا يصلح[3].
848- وقد روى أبو بكر الصولي[4]، قال: حدثني الحسين بن يحيى، عن أبي إسحاق، قال: دعاني المعتصم[5] يومًا، فأدخلني معه الحمام، ثم خرج، فخلا بي، وقال: يا أبا إسحاق! في نفسي شيء أريد أن أسألك عنه: إن أخي المأمون اصطنع قومًا فأنجبوا، واصطفيت أنا مثلهم فلم ينجبوا؟ قلت: ومن هم؟ قال: اصطنع طاهرًا وبانة[6]، وإسحاق وآل سهل، فقد رأيت كيف هم: واصطنعت أنا الأفشين[7]، فقد رأيت إلى ما آل أمره، وأشناس[8]، فلم أجده شيئًا، وكذلك إيتاخ ووصيف. قلت: يا أمير المؤمنين! ها هنا جواب، علي أمان من الغضب؟ قال: لك ذاك: قلت: نظر أخوك إلى الأصول فاستعملها، فأنجبت فروعها، واستعملت فروعًا لا أصول لها، [1] المباضع: الذي يضارب بماله. [2] أي: لا يسألونك الرئاسة. [3] قال الأستاذ حسن الحكيم: قرأت في صدر مجلس المبعوثان العثماني هذه الأبيات:
كاتب في السابق كسرى قيصر ... بم استقام ملككم والظفر
فقال: قد طاب لنا الهناء ... بخمسةٍ دام بها الولاء
إن استشرنا فذوي العقول ... وإن نولي فذوي الأصول
وإن نعاقب فعلى قدر السبب ... من الذنوب لا على قدر الغضب
ولا نقدم الشباب مطلقًا ... على الشيوخ في ولاء أطلقا
وليس في وعد ولا وعيد ... نخالف القول على التأكيد [4] محمد بن يحيى من كبار علماء الأدب، توفي سنة "335هـ". [5] أبو إسحاق محمد بن هارون الرشيد "180-227هـ" الخليفة العباسي الثامن كان شجاعًا مهيبًا من فحول بني العباس. [6] طاهر بن الحسين، ابنه عبد الله وإسحاق وآل سهل هم حاشية المأمون. [7] خيذر بن كاووس، من الأمراء الشجعان، اتهم بالكفر، ومات مسجونًا سنة "226هـ". [8] أشناس وإيتاخ ووصيف: غلمان من الترك جلبهم المعتصم إلى قصره.
نام کتاب : صيد الخاطر نویسنده : ابن الجوزي جلد : 1 صفحه : 270