responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : صيد الخاطر نویسنده : ابن الجوزي    جلد : 1  صفحه : 285
904- أوليس السرب الأول ما تكلموا في شيء من هذا، وإن كانوا تعرضوا ببعض الأصول؟! ثم جاء فقهاء الأمصار، فنهوا عن الخوض في الكلام، لعلمهم ما يجلب وما يجتنب! ومن لم يقنع بعقيدةٍ مثل "عقيدة" الصحابة، ولا بطريق مثل طريق أحمد والشافعي في ترك الخوض، فلا كان من كان.
905- ثم بالله تأملوا، أليس قد وجب علينا هجر الربا بقوله تعالى: {لا تَأْكُلُوا الرِّبا} [ال عمران: 130] ، وهجر الزنا بقوله: {وَلا تَقْرَبُوا الزِّنَى} [الإسراء 32] ؟! فأي فائدة لنا في ذكر قراءة ومقروء، وتلاوة ومتلو، وقديم ومحدث؟!
فإن قيل: فلا بد من اعتقاده. قلنا: طريق السلف أوضح محجة؛ لأنا لا نقوله تقليدًا؛ بل بالدليل، ولكنا لم نستفده عن جوهر وعرض، وجزء لا يتجزأ، بل بأدلة النقل مع مساعدة العقل، من غير بحث عما لا يحتاج إليه. وليس هذا مكان الشرح.

الأجساد إلى البلى والأوراح إلى راحة
...
196- فصل: الأجساد إلى البلى والأرواح إلى راحة
906- ما زلت على عادة الخلق في الحزن على من يموت من الأهل والأولاد، ولا أتخايل إلا بلى[1] الأبدان في القبور، فأحزن لذلك.
فمرت بي أحاديث قد كانت تمر بي، ولا أتفكر فيها، منها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إنما نفس المؤمن طائر تعلق في شجر الجنة، حتى يرده الله عز وجل إلى جسده يوم يبعثه".
فرأيت أن الرحيل إلى الراحة، وأن هذا البدن ليس بشيء؛ لأنه مركب تفكك وفسد، وسيبنى جديدًا يوم البعث، فلا ينبغي أن يتفكر في بلاه، ولتسكن النفس إلى أن الأرواح انتقلت إلى راحة، فلا يبقى كبير حزن، وأن اللقاء للأحباب عن قرب.
وإنما يبقى الأسف لتعلق الخلق بالصور، فلا يرى الإنسان إلا جسدًا مستحسنًا قد نقض، فيحزن لنقضه.

[1] تفسّخ.
نام کتاب : صيد الخاطر نویسنده : ابن الجوزي    جلد : 1  صفحه : 285
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست