نام کتاب : صيد الخاطر نویسنده : ابن الجوزي جلد : 1 صفحه : 312
1003- وكذلك الوعاظ يحدثون الناس بما لا يصح عن الرسول صلى الله عليه وسلم لا أصحابه، فقد صار المحال عندهم شريعة. فسبحان من حفظ هذه الشريعة بأخبار أخيار، ينفون عنها تحريف الغالين، وانتحال المبطلين!
219- فصل: مسند الإمام أحمد فيه الصحيح وغيره
1004- كان قد سألني بعض أصحاب الحديث: هل في مسند أحمد ما ليس بصحيح؟ فقلت: نعم.
فعظم ذلك على جماعة ينسبون إلى المذهب! فحملت أمرهم على أنهم عوام، وأهملت فكر ذلك. وإذا بهم قد كتبوا فتاوى، فكتب فيها جماعة من أهل خراسان، -منهم أبو العلاء الهمذاني[1]- يعظمون هذا القول، ويردونه، ويقبحون قول من قاله! فبقيت دهشًا متعجبًا، وقلت في نفسي: وا عجبًا! صار المنتسبون إلى العلم عامة أيضًا! وما ذاك إلا أنهم سمعوا الحديث، ولم يبحثوا عن صحيحه وسقيمه، وظنوا أن من قال ما قلته تعرض للطعن فيما أخرجه أحمد، وليس كذلك! فإن الإمام أحمد روى المشهور والجيد والرديء، ثم هو قدر رد كثيرًا مما روى، ولم يقبل به، ولم يجعله مذهبًا له. أليس هو القائل في حديث الوضوء بالنبيذ[2]: مجهول؟!
1005- ومن نظر في "كتاب العلل" الذي صنفه أبو بكر الخلال[3]، رأى أحاديث كثيرة، كلها في "المسند"، وقد طعن فيها أحمد.
ونقلت من خط القاضي أبي يعلى محمد بن الحسين الفراء [4] في مسألة النبيذ، قال: إنما روى أحمد في "مسنده" ما اشتهر، ولم يقصد الصحيح ولا السقيم ويدل [1] الحسن بن أحمد الهمذاني العطار "488-569هـ": حافظ متقن، ومقرئ فاضل رضي الطريقة. [2] رواه أبو داود "84"، والترمذي "88"، وابن ماجه "384"، وأحمد "1/398" عن ابن مسعود رضي الله عنه. [3] أحمد بن محمد "234-311هـ" الإمام الحافظ، وهو الذي جمع علم الإمام أحمد. [4] البغدادي، ولي القضاء، وإليه انتهت رئاسة المذهب الحنبلي في عصره، له تصانيف هي عمدة المذهب "380-458هـ".
نام کتاب : صيد الخاطر نویسنده : ابن الجوزي جلد : 1 صفحه : 312