نام کتاب : صيد الخاطر نویسنده : ابن الجوزي جلد : 1 صفحه : 313
على ذلك أن عبد الله قال: قلت لأبي: ما تقول في حديث ربعي بن حراش عن حذيفة؟ قال: الذي يرويه عبد العزيز بن أبي رواد[1]؟ قلت: نعم. قال: الأحاديث بخلافه. قلت: فقد ذكرته في "المسند"؟ قال: قصدت في "المسند" المشهور، فلو أردت أن أقصد ما صح عندي، لم أرد بهذا "المسند" إلا الشيء بعد الشيء اليسير؛ ولكنك يا بني تعرف طريقتي في الحديث، لست أخالف ما ضعف من الحديث إذا لم يكن في الباب شيء يدفعه. قال القاضي: وقد أخبر عن نفسه كيف طريقه في المسند؛ فمن جعله أصلًا للصحة، فقد خالفه، وترك مقصده.
1006- قلت: قد غمني في هذا الزمان أن العلماء -لتقصيرهم في العلم- صاروا كالعامة، وإذا مر بهم حديث موضوع، قالوا: قد روي! والبكاء ينبغي أن يكون على خساسة الهمم. ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. [1] صدوق عابد، ربما وهم، رمي بالإرجاء، مات سنة "159هـ" وقد وقع في الأصل "داود"، وهو تصحيف.
220- فصل: الأنفة من الرذائل.
1007- بلغني عن بعض فساق القدماء أنه كان يقول:
ما أرى العيش غير أن تتبع النفـ ... ـس هواها، فمخطئًا أو مصيبا
فتدبرت حال هذا، وإذا به ميت النفس، ليس له أنفة على عرضه، ولا خوف عار! ومثل هذا ليس في مسلاخ2 الآدميين!
فإن الإنسان قد يقدم على القتل لئلا يقال: جبان. ويحمل الأثقال ليقال: ما قصر. ويخاف العار، فيصبر على كل آفة من الفقر، وهو يستر ذلك، حتى لا يرى بعين ناقصة. حتى إن الجاهل إذا قيل له: يا جاهل! غضب. واللصوص المتهيئون للحرام إذا قال أحدهم للآخر: لا تتكلم، فإن أختك تفعل وتصنع! أخذته الحمية، فقتل الأخت. ومن له نفس، لا يقف في مقام تهمة، لئلا يظن به. [1] المسلاخ: المجلد.
نام کتاب : صيد الخاطر نویسنده : ابن الجوزي جلد : 1 صفحه : 313