نام کتاب : صيد الخاطر نویسنده : ابن الجوزي جلد : 1 صفحه : 356
ولا تزال تقول: الله، الله، إلى أن تنتهي إلى حالة، لو تركت[1] تحريك اللسان، رأيت كأن الكلمة جارية على لسانك، ثم تنظر ما يفتح عليك مما فتح مثله على الأنبياء والأولياء!!
قلت: وهذا أمر لا أتعجب أنا فيه من الموصي به؛ وإنما أتعجب من الذي قبله مع معرفته وفهمه!! وهل يقطع الطريق بالإعراض عن تلاوة القرآن؟! وهل فتح للأنبياء ما فتح بمجاهدتهم ورياضتهم؟! وهل يوثق بما يظهر من هذه المسالك؟! ثم ما الذي يفتح؟! أثم اطلاع على علم الغيب؟ أم هو وحي؟!
فهذا كله من تلاعب إبليس بالقوم، وربما كان ما يتخايل لهم من أثر الماليخوليا أو من إبليس.
فعليك بالعلم، وانظر في سير السلف، هل فعل أحد منهم من هذا شيئًا أو أمر به؟! وإنما تشاغلوا بالقرآن والعلم، فدلهم على إصلاح البواطن وتصفيتها. نسأل الله عز وجل علمًا نافعًا، ودفعًا للعدو مانعًا، إنه قادر. [1] في الأصل: ترك.
252- فصل: الحزم في كتمان الحب والبغض
1172- من أراد اصطفاء محبوب، فالمحبوب نوعان: امرأة يقصد منها حسن الصورة، وصديق يقصد منه حسن المعنى، فإذا أعجبتك صورة امرأة، فتأمل خلالها[1] الباطنة مديدةً[2] قبل أن يتعلق القلب بها تعلقًا محكمًا، فإن رأيتها كما تحب -وأصل ذلك كله الدين، كما قال صلى الله عليه وسلم: "عليك بذات الدين" [3]- فمل إليها، واستولدها، وكن في ميلك معتدلًا[4]، فإنه من الغلط أن تظهر لمحبوبك المحبة، فإنه يشتط عليك، وتلقى منه الأذى من التجني والهجران، والإدلال وطلب الإنفاق الكثير -وإن كانت تحبك- لأن هذا إنما يجتلبه حب الإدلال والتسلط على المقهور. [1] خلالها: صفاتها وخصالها. [2] مديدة: مدة قصيرة. [3] رواه البخاري "443"، ومسلم "1466"، عن جابر رضي الله عنه. [4] في الأصل: معتدل الميل.
نام کتاب : صيد الخاطر نویسنده : ابن الجوزي جلد : 1 صفحه : 356