نام کتاب : صيد الخاطر نویسنده : ابن الجوزي جلد : 1 صفحه : 390
تلك العجوز في الخرقة، فجئت بها إلى البيت، وتركتها في إجانة[1]، وصببت عليها الماء، وحركتها، فأخرجت ثمانين دينارًا أو نحوها، كانت قد ابتلعتها[2]!!
1282 وحكى لي صديق لنا: أن رجلًا مات، ودفن في الدار، ثم نبش بعد مدة ليخرج، فوجد تحت رأسه لبنة مُقَيَّرةٌ[3]، فسئل أهله عنها؟ فقالوا: هو قير هذه اللبنة، وأوصى أن تترك تحت رأسه في قبره، وقال: إن اللبن يبلى سريعًا، وهذه لموضع القار لا تبلى، فأخذوها، فوجدوها رزينةً[4]، فكسروها، فوجدوا فيها تسعمائة دينارٍ، فتولاها أصحاب التركات!!
1283- وبلغني أن رجلًا كان يكنس المساجد، ويجمع ترابها، ثم ضربه لبنًا، فقيل له: هذا لأي شيء؟ فقال: هذا تراب مبارك، وأريد أن يجعلوه على لحدي؛ فلما مات، جعل على لحده، ففضل منه لبنات، فرموها في البيت، فجاء المطر، فتفسخت اللبنات، فإذا فيها دنانير، فمضوا، وكشفوا اللبن عن لحده، وكله مملوء دنانير!!
1284- ولقد مات بعض أصدقائنا، وكنت أعلم [أن] له مالًا كثيرًا، وطال مرضه، فما أطلع أهله على شيء، ولا أكاد أشك أنه من شحه وحرصه على الحياة ورجائه أن يبقى لم يعلمهم بمدفونه، خوفًا أن يؤخذ، فيحيا هو، وقد أخذ المال، وما يكون بعد هذا الخزي شيء!!
1285- وحدثني بعض أصحابنا عن حالة شاهدها من هذا الفن، قال: كان فلان له ولدان ذكران وبنت، وله ألف دينار مدفونة، فمرض مرضًا شديدًا، فاحتوشته[5] أهله، فقال لأحد ابنيه: لا تبرح من عندي! فلما خلا به، قال له: إن أخاك مشغول باللعب بالطيور، وإن أختك لها زوج تركي، ومتى وصل من مالي [1] إجانة: وعاء يستعمل لغسل الثياب. [2] هذه القصة تذكر من باب الطرائف لا من باب الحقائق. [3] مقبرة، مطلية بالقار وهو الزفت. [4] رزينة: ثقيلة. [5] احتوشته أهله: اجتمعوا حوله.
نام کتاب : صيد الخاطر نویسنده : ابن الجوزي جلد : 1 صفحه : 390