نام کتاب : صيد الخاطر نویسنده : ابن الجوزي جلد : 1 صفحه : 393
289- فصل: إذا تم علم الإنسان لم يدلَّ بعمله
1293- إذا تم علم الإنسان، لم ير لنفسه عملًا؛ وإنما يرى إنعام الموفق لذلك العمل، الذي يمنع العاقل أن يرى لنفسه عملًا، أو يعجب به، وذلك بأشياء: منها: أنه وفق لذلك العمل: {حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ} [الحجرات: 7] ، ومنها: أنه إذا قيس بالنعم، لم يف بمعشار عشرها، ومنها: أنه إذا لوحظت عظمة المخدوم، احتقر كل عمل وتعبد، هذا إذا سلم من شائبة، وخلص من غفلة.
فأما والغفلات تحيط به؛ فينبغي أن يغلب الحذر من رده، ويخاف العتاب على التقصير فيه، فيشتغل عن النظر إليه.
واسعة وليس له، فكم يدخل مدخل سوء لأجلها، وإن كانت تؤثر الجماع، وقد علت سنة، فذاك الهلاك العظيم. وإن كانت تبغضه، فما بقيت من أسباب تلفه بقية، فيكون هذا ساعيًا في تلف نفسه، كما قال القائل:
نحب القدود ونهوى الخدود ... ونعلم أنا نحب المنونا
وهذا على الحقيقة كعابد صنم.
1292- فليتق الله من عنده امرأة لا بأس بها، وليعرض عن حديث النفس ومناها، فما له منتهى، ولو حصل له غرضه كما يريد؛ وقع الملل، وطلب ثالثة، ثم يقع الملل، ويطلب رابعة، وما لهذا آخر[1]؛ إنما يفيده ذلك في العاجل، تعلق قلبه، وأسر لبه، فيبقى كالمبهوت[2]، فكره كله في تحصيل ما يريد محبوبة، فإن جرت فرقة أو آفة، فتلك الحسرات الدائمة إن بقي، أو التلف عاجلًا، وأين المستحسن المصون الدين، القنوع لمن يحبه؟! هذا أقل من الكبريت الأحمر.
فلينظر في تحصيل ما يجمع معظم الهم، ولا يلتفت إلى سواد الهوى وغاية المني، يسلم. [1] في الأصل: أخير، وهو تصحيف. [2] المبهوت: المدهوش.
نام کتاب : صيد الخاطر نویسنده : ابن الجوزي جلد : 1 صفحه : 393