نام کتاب : صيد الخاطر نویسنده : ابن الجوزي جلد : 1 صفحه : 422
هذه الأشياء؛ وإنما في بعضها ميل إلى الشهوات المنهي عنها، وذلك من الفروع لا من الأصول؛ فإذا ذكروا، بكوا وندموا على تفريطهم. فنحمد الله على هذا الدين، وعلى أننا من أمة هذا الرسول صلى الله عليه وسلم.
1374- وقد كان جماعة من المتصنعين بالزهد مالوا إلى طلب الدنيا والرئاسة، فاستغواهم الهوى، فخرقوا[1] بإظهار ما يشبه الكرامات، كالحلاج وابن الشباس[2] وغيرهما ممن ذكرت حال تلبيسه في كتاب "تلبيس إبليس"[3]؛ وإنما فعلوا ذلك لاختلاف أغراضهم.
1375- ولم يزل الله ينشئ في هذا الدين من الفقهاء من يظهر ما أخفاه القاصرون، كما ينشئ من علماء الحديث من يهتك ما أشاعه الواضعون، حفظًا لهذا الدين، ودفعًا للشبهات عنه، فلا يزال الفقيه والمحدث يظهران عوار كل ملبس بوضع حديث، أو بإظهار دعوى تزهد وتنميس، فلا يؤثر ما ادعياه؛ إلا عند جاهل بعيد من العلم والعمل. {لِيُحِقَّ الْحَقَّ وَيُبْطِلَ الْبَاطِلَ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُون} [الأنفال: 8] . [1] خرقوا: كذبوا. [2] ابن الشباس: أبو عبد الله بن علي الحسين البغدادي، توفي في البصرة سنة "444 هـ" أخباره في المنتظم، وقد وقع في الأصل: "ابن الشاش" والتصويب من تلبيس إبليس. [3] تلبيس إبليس، ص "511-519".
310- فصل: السعيد من انتبه لنفسه
1376- وا عَجَبًا من موجود لا يفهم معنى الوجود؛ فإن فهم، لم يعمل بمقتضى فهمه!! يعلم أن العمر قصير، وهو يضيعه بالنوم والبطالة والحديث الفارغ وطلب اللذات، وإنما أيامه أيام عمل لا زمان فراغ.
وقد كلف بذل المال بمخالفة الطبع من الشرع، فبخل به، إلى أن تضايق الخناق، فيقول حينئذ: فرقوا عني بعد موتي! وافعلوا كذا! فأين يقع هذا لو فعل؟! وبعيد أن يفعل؛ وإنما يراد بإنفاقك في صحتك مخالفة الطبع في تكلف مشاق
نام کتاب : صيد الخاطر نویسنده : ابن الجوزي جلد : 1 صفحه : 422