نام کتاب : صيد الخاطر نویسنده : ابن الجوزي جلد : 1 صفحه : 462
مالٍ كعقارٍ، ناصفة في نفقته[1]، ليكفيه دخله، وليقلل الهم على مقدار ما يمكنه من حذف العلائق جهده، ليجمع الهم في ذكر الآخرة؛ فإن لم يفعل، أخذ في غفلته، وندم في حفرته.
1513- وأقبح الأحوال حال عالم فقيه، كلما جمع همه لذكر الآخرة، شتته طلب القوت للعائلة، وربما احتاج إلى التعرض للظلمة، وأخذ الشبهات، وبذل الوجه، فيلزم هذا التقدير في النفقة، وإذا حصل له شيء من وجه، دبر فيه. ولا ينبغي أن يحمله قصر الأمل على إخراج ما في يده؛ فقد قال صلى الله عليه وسلم: "لأن تترك ورثتك أغنياء خير من أن تتركهم عالة يتكففون الناس".
1514- وأذل من كل ذل التعرض للبخلاء والأمراء؛ فليدبر أمره، ويقلل العلائق، ويحفظ جاهه، فالأيام قلائل. وقد بعث إلى أحمد بن حنبل مال، فسأله ابنه قبوله، فقال: يا صالح! صني! ثم قال: أتسخير الله، فأصبح فقال: يا بني! قد عزم لي ألا أقبله، هذا، وكان العطاء هنيًّا، وجاءه من وجوه! فانعكس الأمر اليوم. [1] أي سكن النصف وأجر النصف الآخر.
345- فصل: لابد من مخالطة بمقدار
1515- العزلة عن الخلق سبب طيب العيش، ولابد من مخالطة بمقدار. فدار العدو واستمله، فربما كادك فأهلكك! وأحسن إلى من أساء إليك! واستعن على أمورك بالكتمان!
1516- ولتكن الناس عندك معارف، فأما أصدقاء، فلا؛ لأن أعز الأشياء وجود صديق، ذاك أن الصديق يجب أن يكون في مرتبة مماثل، فإن صادفته عاميًّا، لم تنتفع به، لسوء أخلاقه، وقلة علمه وأدبه، وإن صادفت مماثلًا أو مقاربًا، حسدك، وإذا كان لك يقظة، تلمحت من أفعاله ما يدل على حسدك: {ولتعرفنهم في لحن القول} [محمد: 30] ، وإذا أردت تأكيد ذلك، فضع عليه من يضعك[1] عنده، فلا يخرج إليه إلا بما في قلبه. [1] وضعه: حطّ من قدره.
نام کتاب : صيد الخاطر نویسنده : ابن الجوزي جلد : 1 صفحه : 462