نام کتاب : صيد الخاطر نویسنده : ابن الجوزي جلد : 1 صفحه : 506
نهاية له؛ فإذا عاد إلى النظر في مقدار بقائه في الدنيا فرضنا ستين سنةً مثلًا؛ فإنه يمضي ثلاثين سنةً في النوم، ونحوًا من خمس عشرة في الصبا؛ فإذا حسب الباقي؛ كان أكثره في الشهوات والمطاعم والمكاسب، فإذا خلص ما للآخرة؛ وجد فيه من الرياء والغفلة كثيرًا، فبماذا تشتري الحياة الأبدية، وإنما الثمن هذه الساعات؟.
6/ 380- فصل: لا تيأس من الخير
1709- ولا يؤيسك -يا بني- من الخير ما مضى من التفريط؛ فإنه قد انتبه خلق كثير بعد الرقاد الطويل.
1710- فقد حدثني الشيخ أبو حكيم عن قاضي القضاة الشيخ أبي الحسن الدامغاني[1] رحمه الله قال: كنت في صبوتي متشاغلًا بالبطالة غير ملتفت إلى العلم، فأحضرني أبي، أبو عبد الله[2] رحمه الله وقال لي: يا بني! لست أبقى لك أبدًا، فخذ عشرين دينارًا، وأفتح لك دكان خباز وتكسب، فقلت له: ما هذا الكلام؟! قال: فافتح دكان بزاز[4] بالعلم، واجتهدت، ففتح الله تعالى عَلَيَّ.
1711- وحكى لي بعض أصحاب أبي محمد الحلواني رحمه الله قال: مات أبي وأنا ابن إحدى وعشرين سنة، وكنت موصوفًا بالبطالة، فأتيت أتقاضى بعض سكان دار قد ورثتها؛ فسمعتهم يقولون: جاء المدبر، أي الربيط[5]، فقلت لنفسي: يقال عني هذا؛ فجئت إلى والدتي فقلت: إذا أردت طلبي فاطلبيني من مجلس الشيخ أبي الخطاب[6]، ولازمته؛ فما خرجت إلا إلى القضاء، فصرت قاضيًا مدة. [1] أبو الحسن بن محمد بن علي بن محمد الدامغاني البغدادي، كان هو وأبوه قاضيًا للقضاة. [2] العلامة البارع مفتي العراق، وقاضي القضاة، أبو عبد الله محمد بن علي بن محمد الدامغاني الحنفي "398-478هـ".
3 بزاز: بائع ثياب. [4] في ت: الاشتغال. [5] الربيط: الذي يعيش بمال غيره. [6] محفوظ بن أحمد الكلواذاني، تلميذ أبي يعلى الفراء "432-510هـ"، شيخ الحنابلة حتى صار إمام وقته، قال الذهبي: كان أبو الخطاب من محاسن العلماء، خيرًا صادقًا، حسن الخلق، حلو النادرة، من أذكياء الرجال.
نام کتاب : صيد الخاطر نویسنده : ابن الجوزي جلد : 1 صفحه : 506