نام کتاب : علم الأخلاق الإسلامية نویسنده : مقداد يالجن جلد : 1 صفحه : 182
وفيما يتعلق بصلة الجانب السيكولوجي بالجانب البيولوجي في تركيب الإنسان أو تكوينه ذكرنا حديثاً للرسول -صلى الله عليه وسلم- يوضح مدى هذه الصلة, وهو حديث القلب "ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله, وإذا فسدت فسد الجسد كله" [1], هنا نجد الارتباط بين الجانبين، وجاء في حديث آخر كيف كانت الروح سبباً لحركة الجسم، فقد روى سعيد بن جبير عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "لما دخل الروح في عيني آدم -عليه السلام- نظر في ثمار الجنة فلما دخل جوفه اشتهى الطعام فوثب من قبل أن تبلغ الروح رجليه عجلان إلى ثمار الجنة" [2], ويرى ابن عربي أن الجسد ضرورة للنفس لتعكس العالم فهو وسيلة لذلك في يد النفس, ولكل روح جسد مصور مسوي معدل يشاكلها ويجانسها مزاجياً، وإذا كانت النفس تتجانس مع طريقة تركيب الجسم فإنها تظهر بصورته هنا، ويشرح رأيه أستاذي قائلاً: "وإذا تفاضلت النفوس فيما بينها فإنما ذلك بسبب تفاضل الأمزجة فيما بينها, وحقيقة التفاضل بين أفراد البشر إنما ترجع إلى الصورة التي شاء الله أن يركب فيها كل واحد منهم، وأن الله قد جعل الإنسان وعقله بحكم مزاج جسده, فإن النفس لا تدرك شيئاً إلا بواسطة هذه القوى التي ركب الله في هذه النشأة، فهي للنفس كالآلة فإن كانت مستقيمة على الوزن الصحيح ظهر حسن الصنعة بها, ويشبه العلاقة بينهما من حيث التأثير والتأثر بانعكاس الضوء على قطعة من الزجاج، فكما أن الضوء يتشكل باختلاف لون الزجاج من أخضر وأزرق وأصفر وما إلى ذلك، فكذلك النفس تتشكل بحسب أمزجة الأجسام المختلفة بين الناس، وإن كانت هذه النفس واحدة في أصلها, وإذا كانت النفس [1] فتح الباري جـ 1 كتاب الإيمان ص 136, انظر حديث من ساء خلقه ص 264. [2] البداية والنهاية لابن كثير جـ 1 ص 86, انظر رأي ابن سينا: علم الأخلاق ص 197.
نام کتاب : علم الأخلاق الإسلامية نویسنده : مقداد يالجن جلد : 1 صفحه : 182