نام کتاب : علم الأخلاق الإسلامية نویسنده : مقداد يالجن جلد : 1 صفحه : 202
أفتاك الناس" [1].
من هذا كله نستخلص أن الإنسان في نظر الإسلام مخلوق أريد له منذ البداية أن يكون بهذه الصورة المتميزة التي هو عليها الآن، وذلك لغاية دينية وأخلاقية في جوهرها, وهو مركب تركيباً عجيباً، في خلقته من الحقائق المتعددة المتباينة المطالب, وقد نتجت عن ذلك خصائص وصفات مختلفة خاصة به.
وطبيعة الإنسان هذه ثابتة من حيث الأساس كقوى واستعدادات مختلفة، متغيرة ومتطورة من حيث تقبل التوجيه والتنمية نحو الخير والشر, إذن فالخير والشر من حيث المفهوم العملي ليسا متأصلين في هذه الطبيعة، بل إنها قابلة لهذا أو ذاك التوجيه والتربية وهذا هو دور الأخلاق، أي: أن الحاسة الأخلاقية واستعداداتها فطرية, أما شكلية الأخلاق فهي مكتسبة. [1] مسند الإمام أحمد بن حنبل جـ 4 ص 228.
ثالثاً: صلة الطبيعة الإنسانية بالأخلاق
وإذا كنا قد بينا بقدر الإمكان المفهوم الإسلامي للفطرة أو لجوهر الطبيعة الإنسانية فلننظر إلى صلتها بالأخلاق, ويقتضينا الأمر بيان هذه الصلة من ناحيتين: الأولى مدى المواءمة بينهما, والثانية هذه الطبيعة كمصدر للأخلاق.
1- أما من الناحية الأولى فقد عرفنا من دراستنا السابقة أن الطبيعة الإنسانية فيها دوافع ورغبات وميول متعددة ومختلفة ناتجة من الحقائق الأساسية المكونة لها.
وعندما ندرس موقف الإسلام في النظام الخلقي من هذه الطبيعة لا نستطيع أن نحكم حكماً واحداً على هذا الموقف بأنه إيجابي أو سلبي بصفة مطلقة؛ وذلك لأنه يقف مع بعض الميول والرغبات موقفا مناهضا مثل: نزعة الأثرة والطمع الزائد
نام کتاب : علم الأخلاق الإسلامية نویسنده : مقداد يالجن جلد : 1 صفحه : 202