نام کتاب : علم الأخلاق الإسلامية نویسنده : مقداد يالجن جلد : 1 صفحه : 229
يستطيع أن يختار أحد الأمرين وينفذ اختياره بين إدامة الحياة بالتغذية والقضاء عليها بالكف عنها, وليست له هذه الحرية والقدرة في الجبرية الأولى.
وليست قوانين الطبيعة من الناحية الحتمية في درجة واحدة إذ إن بعضها أقل صرامة أو حتمية مما ذكرنا مثل غريزة الأمومة والأبوة وغريزة الجنس إذ من الممكن مخالفة هذه القوانين باستمرار الحياة مع تحمل الأضرار الناتجة عنها.
الدرجة الثالثة جبرية القوانين الأخلاقية
...
الدرجة الثالثة أو القسم الثالث من الجبرية هي جبرية القوانين الأخلاقية:
وهذه القوانين تستمد سلطتها وجبريتها من ثلاث جهات: الأولى من جهة اتصالها بالقوانين الطبيعية والثانية من جهة اتصالها بالأمر الإلهي والثالثة من جهة اتصالها بالعرف والعادات الاجتماعية أي السلطة الاجتماعية.
وأما درجات الحرية فهي تتحدد بالدرجات الجبرية السابقة إذ لا حرية أمام الدرجة الأولى من الجبرية كما قلنا والحرية موجودة أمام الدرجة الثانية ولكنها صعبة وضيقة للغاية، وخاصة أن الأمر متوقف -إزاء بعض القوانين الطبيعية- على حرية الاختيار بين الحياة أو عدم الحياة ولكنها على أية حال ممكنة ومتعلقة بإرادة الإنسان أما نطاق الحرية أمام النوع الثاني من قوانين الطبيعة مثل الاتصال الجنسي كقانون طبيعي فمجال الحرية هنا أوسع، إذ من الممكن أن يحيا الإنسان بدون تطبيقه لهذا القانون وغيره من القوانين التي من هذا القبيل, لكن درجة سعادة الحياة أو شقاوتها تقاس بمدى تكييف الإنسان حياته مع تلك القوانين بصورة عامة فإن مخالفة تلك القوانين في الحياة نتيجتها الشقاء ونهايتها الموت المحتم.
أما الحرية أمام الدرجة الثالثة من الجبرية وهي جبرية القوانين الأخلاقية
نام کتاب : علم الأخلاق الإسلامية نویسنده : مقداد يالجن جلد : 1 صفحه : 229