نام کتاب : علم الأخلاق الإسلامية نویسنده : مقداد يالجن جلد : 1 صفحه : 284
هذه السمة تظهر في الدنيا كما تظهر يوم القيامة، {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ, ضَاحِكَةٌ مُسْتَبْشِرَةٌ, وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ, تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ} [1]، وقال الرسول -صلى الله عليه وسلم: "ما أسر أحد سريرة إلا كساه الله جلدا بها إن خيرا فخير وإن شرا فشر" [2], وهذه حقيقة يؤيدها علماء النفس أيضا، وقد بدأت الدراسات في علم الإجرام للتعرف على المجرمين من سيماهم. [1] عبس: 38-41. [2] تفسير ابن كثير في تفسير قوله تعالى: {فَلَعَرَفْتَهُمْ بِسِيمَاهُم} جـ3 ص180.
3- الجزاء الطبيعي:
بيَّنا فيما سبق صلة الأخلاق بالقوانين الطبيعية وأشرنا من حين إلى آخر إلى أن الخارج على النظام الخلقي سينال جزاءه من الطبيعة نفسها.
وقد يرجع هذا الجزاء إلى قوانين الطبيعة نفسها مثل: الإصابة بالأمراض بسبب مخالفة القوانين الأخلاقية كالإصابة بالأمراض السرية بسبب ارتكاب جريمة الزنا والأمراض التي تصيب بسبب مخالفة قانون النظافة أو تناول المسكرات.
وتجاوز حد قانون الاعتدال في العمل يؤدي إلى الإصابة بالإرهاق النفسي والعصبي ويكون هذا سببا للإصابة بالأمراض المختلفة كما يؤدي إلى الفشل في الحياة عموما؛ ولهذا كان الرسول ينهى عن الإفراط في أي عمل حتى في العبادة فقال لمن يقوم الليل ويواصل الصوم: "فإنك إذا فعلت ذلك هجمت عينك ونفهت نفسك، لعينك حق ولنفسك حق ولأهلك حق قم ونم وصم وأفطر" [1].
وقد يرجع الجزاء إلى قوانين الطبيعة الاجتماعية فمخالفة قانون الصدق يؤدي إلى زوال الثقة بالأشخاص والتعامل الاجتماعي, وزوال الثقة هذا يؤدي إلى [1] صحيح مسلم كتاب الصيام حديث 188 جـ2 ص816.
نام کتاب : علم الأخلاق الإسلامية نویسنده : مقداد يالجن جلد : 1 صفحه : 284