نام کتاب : علم الأخلاق الإسلامية نویسنده : مقداد يالجن جلد : 1 صفحه : 339
الحالتين؛ ولهذا مدح الله الذين يطعمون الناس وهم في حاجة إلي هذا الطعام {وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً} [1], {وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ} [2].
وقد يرجع هذ التفاضل أحيانا أخرى إلى نوع العمل الأخلاقي, فالواجب مثلا أفضل من النافلة, قال تعالى في حديث قدسي "وما تقرب إلي عبدي بشئ أحب إلي مما افترضته عليه" إلي آخر الحديث[3], والعمل المستمر
خير من المنقطع ولهذا قال الرسول -صلي الله عليه وسلم: "أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل" [4], ولما سئلت عائشة عن عمل الرسول فقالت: "كان عمله ديمة"[5], "وكانت عائشة إذا عملت العمل لزمته"[6].
وهكذا نجد أن القيم الأخلاقية متصلة بقيم الحقائق الأخرى مادية كانت أم معنوية وذلك بالإضافة إلي قيمتها الذاتية الخاصة بها.
ولكن هل هذا المفهوم للقيمة الأخلاقية يدل على عدم موضوعية هذه القيم؟
هذا هو ما سنعرض له مباشرة الآن وهو الموضوع الثاني من هذه الدراسة.
2- مدى موضوعية القيم الأخلاقية؟
أشرنا إلى هذه النقطة فيما سبق وعرضنا آراء الفلاسفة فيها والآن نلخصها في اتجاهين عامين, ثم نعالج رأي الإسلام. [1] الإنسان: 8. [2] الحشر: 9. [3] جامع الأصول في أحاديث الرسول. ابن الأثير الجزري. دار الفكر1403هـ جـ9 ص542. [4] فتح الباري، باب القصد والمداومة على العمل جـ14 ص 78، كتاب الرقائق. [5] المرجع السابق جـ 14 ص 79، كتاب الرقائق. [6] صحيح مسلم جـ1 ص 541.
نام کتاب : علم الأخلاق الإسلامية نویسنده : مقداد يالجن جلد : 1 صفحه : 339