نام کتاب : علم الأخلاق الإسلامية نویسنده : مقداد يالجن جلد : 1 صفحه : 357
ولذا فالإيثار والغيرية في السلوك الأخلاقي ينبعان من فطرة الإنسان, إذن فالأخلاق فطرية في الإنسان وعلى الإنسان والمجتمع أن ينميا هذا الدافع الفطري[1].
وأما أصحاب الاتجاه الثاني فيرون أن الأثرة والأنانية غريزة في طبيعة الإنسان فهو لا يسعى إلا وراء منفعته الخاصة, وإذا سلك أحيانا السلوك الاجتماعي الغيري مثل العدالة والإحسان والتعاون؛ فذلك لأنه يريد تحقيق مصالحه الخاصة[2]؛ ولأنه يرى أنه لا يستطيع أن يعيش إلا بالتعاون مع الناس. [1] المشكلة الأخلاقية. أندريه كرسون. ترجمة الدكتور عبد الحليم محمود وغيره, ص 93. [2] المرجع نفسه ص 91 وانظر كذلك مقدمة لعلم النفس الاجتماعي. الدكتور مصطفى سويف جـ[2] ص 37، مقدمة في فلسفة التربية. الدكتور محمد لبيب النجيحي ص 277.
ثانيا: اتجاه الإسلام في الموضوع:
إن الإسلام بنى نظامه الخلقي على أساس نظرته إلى قيمة الفرد وقيمة المجتمع معا.
وقد رأينا فيما سبق أن الأخلاق تكتسب بعض قيمتها من قيمة الذات الإنسانية الفاعلة وهذه الأخيرة إما تكون فطرية وإما إضافية ونريد بالقيمة الفطرية تلك الكرامة الطبيعية التي أعطاه الله إياها منذ أن خلقه {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ} 3, ونريد بالقيمة الإضافية تلك التي يكتسبها الإنسان عن طريق ممارسته للفضيلة, مثل الإيمان بالله والإحسان إلى الناس والتعلم وما إلى ذلك4 [1] الإسراء: 70. [2] ويقسم الدكتور محمد عبد الله دراز الكرامة الإنسانية إلى ثلاثة أقسام فيقول: "إن الكرامة التي يقررها الإسلام للشخصية الإنسانية كرامة مثلثة: كرامة هي عصمة وحماية, وكرامة هي عزة وسيادة , وكرامة هي استحقاق وجدارة: كرامة يستغلها الإنسان من طبيعته {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ} وكرامة تتغذى من عقيدته. {وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ} . وكرامة يتوجهها بعمله وسيرته {وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِمَّا عَمِلُوا} , {وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ} . انظر: نظرات في الإسلام ص 97.
نام کتاب : علم الأخلاق الإسلامية نویسنده : مقداد يالجن جلد : 1 صفحه : 357