نام کتاب : علم الأخلاق الإسلامية نویسنده : مقداد يالجن جلد : 1 صفحه : 93
التحكم في الغضب، فقال الرسول: "ليس الشديد بالصرعة وإنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب" [1]، ودعا إلى التحكم في الشهوة، فقال تعالى: {وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى} [2]، كما أمر بالتغلب على نزعة الانتقام وذلك بكظم الغيظ والعفو، وعلى نزعة الأثرة وذلك بالإنفاق على الفقراء في السراء والضراء، فقال تعالى: {الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} [3].
وليس معنى سيادة الإرادة الخيرة الوقوف أمام نزعات الهوى والشر والقوى الأخرى في النفس فحسب، بل إن معناها أيضا استخدام هذه القوى وتسخيرها في سبيل تحقيق الخير، إن هذه الإرادة إذا سيطرت تصبح روحا توحي دائما بالخير، وتدفع الإنسان باستمرار إلى تحقيق الخير للناس بكل ما يستطيع، ومن ثم تصبح قوة موجهة نحو الخير ونورا يضيء جوانب النفس المظلمة، ثم يفيض منها فيستفيد منه الناس.
عند ذلك يشعر الإنسان بأنه خيِّر، وذلك هو سبيل السعادة والطمأنينة النفسية، ولقد أدرك تلك الحقائق كثير من علماء النفس، فيقول مثلا الدكتور فيكتور بوشيه[4]: "إن السعادة الحقة في أن تكون راضيا عن كل شيء، وألا ترى من الأشياء إلا أجمل جوانبها، وألا تسيء بالقول إلى أحد من الناس، وألا تكره أي شخص أو تحسده على ما آتاه الله من فضله وأن تتقبل [1] صحيح مسلم جـ4، كتاب البر والآدب، باب 30 حديث 106 ص 2014. [2] النازعات: 40-41 [3] آل عمران: 134. [4] طريق السعادة للدكتور فيكتور بوشيه ص134.
نام کتاب : علم الأخلاق الإسلامية نویسنده : مقداد يالجن جلد : 1 صفحه : 93