38/ من فضائل التسبيح في السُّنَّة
تناولت فيما سبق بيان فضل التسبيح وعظيم أجره، وأنَّه مِن أفضلِ الأذكار المأثورة، ومِن أنفع العبادات المشروعة، ومِن أجلِّ الطاعات التي يحبُّها اللهُ من عباده، وقد أوردتُ جملةً طيِّبةً من النصوص القرآنيَّة الكريمة الدّالة على ذلك.
ولعلّ من المناسب هنا أن نقف على بعض النصوص النبويّة الواردة في فضل التسبيح والدّالة على عظيم شأنه ورفيع مكانته. إذ السنّة مليئةٌ بالنصوص الدّالة على عظيم شأن التسبيح، وشريف قدره، وجزيل ثواب أهله، وبيان ما أعدّ الله لهم من أجورٍ كريمةٍ، وأفضالٍ عظيمةٍ، وعطايا جمَّةٍ. وقد تضمّنت تلك النصوص الدلالةَ على ذلك من وجوهٍ كثيرةٍ:
ومن ذلك أنَّ النبيّ صلى الله عليه وسلم أخبر أنَّ التسبيح أفضل الكلام وأحبُّه إلى الله، وقد سبق أنْ مرَّ معنا قولُ النبيِّ صلى الله عليه وسلم: "أحبُّ الكلام إلى الله أربع: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلاّ الله، والله أكبر"[1].
وثبت في صحيح مسلم من حديث أبي ذرٍّ أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم سُئِل: أيُّ الكلام أفضل؟ قال: "ما اصطفى الله لملائكته أو لِعباده: سبحان الله وبحمده"[2].
وفي لفظ آخر للحديث أنَّ أبا ذرّ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ألا [1] صحيح مسلم (رقم:2137) . [2] صحيح مسلم (رقم:2731) .