والرسالة والتكليم بالشكر فقال تعالى: {يَا مُوسَى إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالاَتِي وَبِكَلاَمِي فَخُذْ مَا آتَيْتُكَ وَكُن مِنَ الشَّاكِرِينَ} [1]، والآياتُ في هذا المعنى كثيرةٌ في بيان شكر الأنبياء عليهم السلام لله، وأنَّ ذلك هو سبيلُهم وطريقُهم[2].
أمَّا شكرُ خاتم النبيّين وسيِّد ولد آدم أجمعين محمدِ بن عبد الله عليه أفضلُ الصلاة وأزكى التسليم فبابٌ واسعٌ وبحرٌ خِضَمٌّ، فهو أعرفُ الخلق بالله، وأقومُهم بخشيته، وأشكرُهم لنعمه، وأعلاهم عنده منزلةً، ثبت في الصحيح عن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه قال: "قام النبي صلى الله عليه وسلم حتى تورّمت قدماه، فقيل له غفر الله لك ما تقدّم من ذنبك وما تأخّر قال: أفلا أكون عبداً شكوراً "[3].
فصلّى اللهُ وملائكتُه وأنبياؤُه ورسلُه وجميعُ المؤمنين عليه كما وحّد اللهَ وعرّف به ودعا إليه وقام بشكره حقَّ القيام وسلّم تسليماً كثيراً. [1] سورة الأعراف، الآية (144) . [2] انظر: عدة الصابرين لابن القيم (ص:150 وما بعدها) . [3] صحيح البخاري (رقم:4836) .