الصف"[1]، وهذه أوّل سجدة في القرآن مما يشرع لتاليها ومستمعيها السجود بالإجماع"[2].
ويقول الشيخ عبد الرحمن بن سعدي رحمه الله: "ثم ذكر تعالى أنَّ له عبادًا مستديمين لعبادته، ملازمين لخدمته وهم الملائكة لتعلموا أنَّ الله لا يريد أن يتكثر بعبادتكم من قلَّةٍ، ولا ليتعزّز بها من ذلَّةٍ، وإنما يريد نفع أنفسكم وأن تربحوا عليه أضعاف أضعاف ما عملتم فقال: {إِنَّ الَّذِينَ عِندَ رَبِّكَ} من الملائكة المقرَّبين وحملة العرش والكروبيين {لاَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ} بل يذعنون لها وينقادون لأوامر ربِّهم {وَيُسَبِّحُونَه} الليل والنهار لا يفترون {وَلَهُ} وحده لا شريك له {يَسْجُدُونَ} فليقتد العباد بهؤلاء الملائكة الكرام وليداوموا على عبادة الملك العلاّم"[3]. اهـ كلامه رحمه الله.
والمقصود أنَّ الله تبارك وتعالى لما نهى عباده عن أن يكون من الغافلين ذكر بعد ذلك مثالاً من اجتهاد الملائكة لِيُحْتَذَى ولِيَبْعَثَ على الجدِّ في طاعة الله وذكره، والحمد لله وحده. [1] صحيح مسلم (رقم:430) . [2] تفسير القرآن العظيم (3/544) . [3] تيسير الكريم الرحمن (3/68) .