نام کتاب : من هدي السلف في طلب العلم نویسنده : الزهراني، محمد بن مطر جلد : 1 صفحه : 31
فجاء بالماء فوضعه، فلما أصبح نظر إلى الماء فإذا هو كما كان، فقال: سبحان الله رجل يطلب العلم لا يكون له وِرد بالليل" [1].
وقال الخطيب البغدادي:
"ينبغي لطالب العلم والحديث أن يتميز في عامة أموره عن طرائق العوام باستعمال آثار الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم ما أمكنه، وتوظيف السنة على نفسه، فإن الله تعالى يقول: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ} 2" [3].
هكذا كان هدي السلف الصالح ومنهجهم في طلب العلم: إنما هو لبلوغ رضوان الله بامتثال أمره واجتناب نهيه. لذلك كان لا يلبث الرجل منهم إذا طلب العلم أن يُرى أثر ذلك في هديه وسمته وتخشعه وعبادته. وكانوا سريعي الاستجابة، حريصين على الامتثال. فعندما يبلغ أحدهم سنةٌ عن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يُبادر إلى العمل والالتزام بها؛ كما كانوا حريصين على الفقه في الدين والاستزادة من العلم النافع والعمل الصالح في كل يوم وكل لحظة. وقدوتهم في ذلك رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم الذي كان من دعائه في جوف الليل: "اللهم انفعني بما علّمتَني وعلِّمني ما ينفعني وزدني علماً" [4].
قال إبراهيم الحربي: "لقد صحِبتُ أحمد بن حنبل عشرين سنة: صيفاً وشتاءً، حراًّ وبرداً، ليلاً ونهاراً فما لقيته لَقَاةً في يوم إلا هو زائد عليه بالأمس" [5]. [1] المدخل للبيهقي (ص 330) ؛ الجامع للخطيب (1/143) ؛ سير أعلام النبلاء (11/298) .
2 سورة الأحزاب، أية 21. [3] الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع (1/142) . [4] رواه الترمذي من حديث أبي هريرة في الزهد، باب في العفو والعافية، رقم 3599. وهو في المستدرك عن أنس (1/510) بنحوه. [5] طبقات الحنابلة (1/92) .
نام کتاب : من هدي السلف في طلب العلم نویسنده : الزهراني، محمد بن مطر جلد : 1 صفحه : 31