نام کتاب : مناهج التربية أسسها وتطبيقاتها نویسنده : على أحمد مدكور جلد : 1 صفحه : 120
وللأمية والجهالة مظهران في حياتنا:
1- مظهر في الأفراد ويتمثل في عدم قدرتهم على القراءة، والكتابة والحساب، وهو ما يسمى بالأمية الهجائية.
2- مظهر في المجتمع ويتمثل في ضعف الفكرة، والمنهج، والتصور. وقد أدى هذا إلى ضعف الإنتاج، وسوء استخدام أدواته، والتمسك بالخرافات والأوهام، وسوء الإدارة والنظام، إلخ، وهذا ما يسمى بالأمية الوظيفية كما يتمثل في سوء التفكير، وانحراف القيم والمفاهيم، وسوء العلاقات الاجتماعية وتعقدها، وهذا هو المظهر الحضاري للأمية.
والحقيقة أن الأمية ظاهرة مركبة، ولا يمكن الفصل منهجيا بين مظاهرها الثلاثة السابقة، فالأمية الحضارية هي المناخ الاجتماعي لنمو وانتشار واستمرار الأمية الهجائية، والأمية الوظيفية.
إن الجهالة قرينة التخلف، فكلما كان المجتمع متخلفا، كانت الجهالة أحد تعبيراته الاجتماعية، فالمجتمع المتخلف لا يستشعر الحاجة إلى ترقية نمط حياته، بل إنه يقاوم عملية الترقي.
والمجتمع المتحضر الإسلامي لا يقبل الأمية والجهالة، وهو يستخدم التربية في القضاء على أي مظهر لهما، وخاصة بين الكبار، فالقرآن الكريم ينعى على البعض عدم استخدام الحواس والطاقات المدركة في التفكير والتدبر ويسميهم "الغافلون": {وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ} [الأعراف: 179] .
فالغافلون هنا لهم حواس وأجهزة سليمة من حيث تركيبها العضوي، وبالرغم من هذا فهم "غافلون" ومأواهم جهنم؛ لأن حواسهم لا تؤدي وظيفتها النفسية، وبذلك فهي لا تعين الإنسان على أداء وظيفته التي خلق من أجلها، وهي عمارة الأرض وترقية الحياة على ظهرها وفق منهج الله.
وهنا يأتي دور منهج التربية الإسلامية في تربية الحواس عن طريق التفكر والتدبر، وفي إيقاظ المجتمع وإثارة وعيه بضرورة الرقي، ومواجهة المتغيرات، وتوجيه النافع منها في عمارة الحياة عن طريق ترقية أنماط الاعتقاد والسلوك والعمل.
نام کتاب : مناهج التربية أسسها وتطبيقاتها نویسنده : على أحمد مدكور جلد : 1 صفحه : 120