نام کتاب : مناهج التربية أسسها وتطبيقاتها نویسنده : على أحمد مدكور جلد : 1 صفحه : 141
نوعية الخبرات المرتبطة بها في واقع الحياة, وهذا بالإضافة إلى أنه يوجه الناشئة إلى كيفية التعامل مع مفردات الكون، بمعرفتهم لطبيعته، وفهمهم لعلاقتهم به ودورهم فيه.
إن مناهج التربية التي لا تأخذ في اعتبارها تحقيق هذا الهدف في الناشئة سوف تخرج أجيالا يرددون بلا وعي ما قاله الخيام:
لبست ثوب العيش لم استشر ... وحرت فيه بين شتى الفكر
وسوف أنضوه برغمي ولم ... أدرك لماذا جئت أين المفر!
أفنيت عمري في اكتناه القضاء ... وكشف ما يحجبه في الخفاء
فلم أجد أسراره وانقضى عمري ... وأحسست دبيب الفناء
أفق وصب الخمر أنعم بها ... واكشف خبايا النفس من حجبها
ورو أوصالي بها قبلما ... يصاغ دن الخمر من تربها
سأنتحي الموت حثيث الورود ... وينمحي اسمي من سجل الوجود
هات اسقنيها يا منى خاطري ... فغاية الأيام طول الهجود
"لقد تصور الكون مغلقا لا ينفذ العلم البشري إلى سطر واحد من سطوره، وغيبا مجهولا يقف الإنسان أمام بابه الموصد يدقه بلا جدوى، وفي هذا التيه لا يعلم الإنسان من أين جاء، ولماذا جاء؟ ولا يدري أين يذهب، ولا يستشار في الذهاب! "[1].
كما يرى أن هذه الحياة المجهولة المصدر والمصير، في هذا العماء الذي يعيش فيه الإنسان, لا يستحق أن يحفل بها الإنسان أو يكدح من أجلها.. وإذن فلا ضرورة للوعي الذي لا يؤدي إلى شيء!
فهل يقبل المربون والمنهجون عندنا أن يتخرج على أيديهم أجيال بهذه الرؤية وبهذا التصور؟! [1] سيد قطب: في التاريخ فكرة ومنهاج، الطبعة السابعة، بيروت، دار الشروق، 10-1407هـ 1987م، ص12-13.
نام کتاب : مناهج التربية أسسها وتطبيقاتها نویسنده : على أحمد مدكور جلد : 1 صفحه : 141