responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : منهج التربية الإسلامية نویسنده : قطب، محمد    جلد : 1  صفحه : 15
وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا} [1]. فشرط الاستخلاف هو العمل بمقتضى هذا التكريم الإلهي، فلا يهبط الإنسان عن مستوى "الإنسانية" ولا يتنازل عن الأفضلية التي فضله بها خالقه على كثير ممن خلق. فينشط في عمارة الأرض بما يوحيه حمله "في البر والبحر" ورزقه "من الطيبات" فيستغل هذه الطاقات الممنوحة له في كل اتجاه. ولكن على المستوى الكريم الرفيع، في حدود التقوى والاستمداد من منهج الله.
ولكي يصل إلى هذا الهدف المحدد الواضح السمات، الذي نفصله في الفصول التالية من الكتاب، فهو يرد الناس إلى خالقهم ويصلهم به مباشرة وبلا حواجز: {يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ، الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ، فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ} [2]. {يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلاقِيهِ} [3]. {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ} [4].
وهذا الرد إلى الخالق هو محور العقيدة الإسلامية كلها، ومحور منهجها التربوي كله، ومنه تتفرع كل التشريعات والتنظيمات والتوجيهات، ومنه تسير الحياة البشرية على نهجها القويم.
يرتد الناس إلى خالقهم، فيعلمون أنه وحده صاحب القوة والحول، وصاحب الجبروت والسلطان. هو المالك لكل ما في الأرض وكل من في الأرض {بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ} [5] فلا يتطلعون لأحد غيره، ولا يتعبدون لأحد سواه. ومن ثم تتحرر قلوبهم وأرواحهم، وينطلقون خفافًا إلى الله.
ويرتدون إلى خالقهم فيهتدون بهديه ويسيرون على منهجه، ولا يسيرون على نهج أحد آخر ولا قوة أخرى من قوى الأرض، لأنها كلها ضعيفة هزيلة، كلها ضائعة مضيعة. كلها زائلة فانية. والقوة الحقيقية هي قوة الله، والسلطان

[1] سورة الإسراء 70.
[2] سورة الانفطار 6-8.
[3] سورة الانشقاق 6.
[4] سورة ق 16.
[5] سورة يس 83.
نام کتاب : منهج التربية الإسلامية نویسنده : قطب، محمد    جلد : 1  صفحه : 15
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست