خصال: واحدة منهن لي، وواحدة لك، وواحدة بيني وبينك، وواحدة فيما بينك وبين عبادي. فأما التي لي لا تشرك بي شيئًا. وأما التي لك علي فما عملت من خير جزيتك به. وأما التي بيني وبينك فمنك الدعاء وعلي الإجابة. وأما التي بينك وبين عبادي فارض لهم ما ترضى لنفسك» . وعلاوة على ذلك أنه يغضب إذا لم يُسأل- أخرج الإمام أحمد بسنده عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «من لم يسأل الله يغضب عليه» .
ولأهمية الدعاء حصر النبي - صلى الله عليه وسلم - العبادة في الدعاء- روى الإمام أحمد بسنده، عن النعمان بن بشير رضي الله عنه، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إن الدعاء هو العبادة، وقرأ هذه الآية {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} [غَافر: 60] » وفي الحديث الآخر: «الدعاء مخ العبادة» يعني خالص العبادة ولبها.
وكل ما فيه ثناء على الرب وتنزيه له، أو طلب حوائج الدنيا والآخرة منه تعالى فهو دعاء [1] .
والإلحاح في الدعاء مما يحبه الله- ذكر الأوزاعي، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إن الله يحب الملحين في الدعاء» .
وإذا دعا العبد فلا يستعجل ولا يستبطئ الإجابة- لا يتعب ويسأم ويدع الدعاء فيكون بمنزلة من بذر بذرًا أو غرس غرسًا فجعل يتعاهده ويسقيه، فلما استبطأ كماله وإدراكه تركه وأهمله. وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه: «لا يزال يستجاب للعبد [1] الأول يسمى دعاء عبادة. والثاني يسمى دعاء مسألة والأول أفضل النوعين.