الحمد لله غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب، ذي الطول لا إله إلا هو إليه المصير. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، شهادة معترف بالذنب والتقصير، سائل العفو والزلفى وحسن المآب يوم المصير. وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله وأمينه على وحيه خير بشير، وأشفق نذير. اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وأصحابه، نعم الصحب له، ونعم القدوة لمن طلب الفوز والنجاة في يوم عسير.
أما بعد: فقد روى الإمام أحمد رحمه الله في مسنده، من حديث ابن مسعود رضي الله عنه: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «إياكم ومحقرات الذنوب، فإنهن يجتمعن على الرجل حتى يهلكنه» ، وضرب لهن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مثلاً «كمثل قوم نزلوا أرض فلاة فحضر صنيع القوم- يعني إعداد طعامهم- فجعل الرجل ينطلق فيجيء بالعود والرجل يجيء بالبعرة حتى جمعوا سوادًا- يعني الحطب- وأججوا نارًا، وأنضجوا ما قذفوا فيها» .
عباد الله هذا نبينا - صلى الله عليه وسلم - الصادق المصدوق الحريص على هداية أمته ونجاتهم يحذر الصحابة الذين هم خيار أمته صغائر الذنوب