نام کتاب : نزهة المجالس ومنتخب النفائس نویسنده : الصفوري جلد : 1 صفحه : 55
تشغلهم الدنيا وزهرتها ولا الآخرة ونعيمها عن الله تعالى لأنهم في بساتين الأنس ... حكاية قال السري السقطي رأيت الحق سبحانه وتعالى في المنام فقال خلقت الخلق فدعوا محبتي فخلقت الدنيا فاشتغل عني من كل عشرة آلاف تسعة آلاف فبقي ألف فخلقت الجنة فاشتغل بها تسعمائة فبقي مائة فسلطت عليهم البلاء فاشتغل به تسعون وبقي عشرة فقلت لا الدنيا أردتم ولا في الجنة رغبتم ولا من البلاء ضجرتم فقالوا ألست الفاعل بنا ذلك قلت بلى قالوا رضينا فقلت لهم أنتم عبيدي حقاً وقيل لما شاع موت الشبلي جاءه أصحابه فسألهم فأخبروه فقالوا جئنا لجنازتك فقال واعجباً من أموات زاروا أحياء فقيل له هل اشتقت إلى الله تعالى قال لا لأن الشوق إلى غائب وما غاب عني طرفة عين ... حكاية قال ذو النون المصري رأيت صبياناً يرجمون رجلا فقلت لهم في ذلك فقالوا له مجنون يزعم أنه يرى ربه فدنوت منه فأخبرته بذلك فقال لو احتجب عني طرفة عين لتقطعت من ألم البين ثم قال:
طلب الحبيب من الحبيب رضاه ... ومن الحبيب إلى الحبيب لقاه
أبداً يلاحظه بأعين قلبه ... والقلب يعرف ربه ويراه
يرضى الحبيب من الحبيب بقربه ... دون العباد فما يريد سواه
فقلت له أمجنون أنت قال عند أهل الأرض نعم وأما عند أهل السماء فلا فقلت له كيف أنت مع الله قال ما جفوت منذ عرفته قلت متى عرفته قال لما جعل اسمي في المتحابين ... حكاية: قال الخواص رأيت بالبصرة عبداً يباع بعيوب ثلاثة لا ينام من الليل إلا القليل ولا يأكل بالنهار ولا يتكلم إلا عند الحاجة فقلت لسيده كيف تبيعه قال رأيت درجته أرفع من درجتي فكلما قدمت على باب الخدمة وجدته يسبقني فأردت بيعه غيرة منه فقلت بعني إياه قال نعم أنت جنون والعبد مجنون والمجنون بالمجنون أليق فقلت من أين عرفتني قال لأني أراك كل ليلة واقفاً على الباب فعرفت أنك من جملة الأحباب ... حكاية: قال الشبلي رأيت صبيانا يرجمون مجنوناً بالحجلة فمنعتهم عنه فقالوا يزعم أنه يرى ربه فدنوت منه وإذا به يرمق بطرفه نحو السماء ويقول يا مولاي أجميل منك أن تسلط علي هؤلاء الصبيان فقلت له تزعم أنك ترى ربك فقال وحق من تيمني بحبه وهيمني بقربه لو احتجب علي طرفة عين لتقطعت من ألم البين ثم ولى وهو يقول:
جمالك في عيني وسكرك في فمي ... وحبك في قلبي فأين تغيب
وقال بعض أصحاب أبي يزيد البسطامي وكان من أصحاب الكشف لما صار أبو يزيد في قبره وسأله منكر ونكير قال لهما أنا طريح بين يديه ولكن اسألاه هل أنا عبده فإن قال نعم فلي الكرامة فقالا هذا كلام عجيب قال عندي أعجب منه لما أخرجني من ظهر آدم مع اسم نبيه وقال ألست بربكم قلت معهم بلى هل كنتما حاضرين قالا لا قال فخلوا بيني وبينه فقال أحدهما لصاحبه هذا أبو يزيد عاش سكرانا من المحبة ومات كذلك ووضع في قبره كذلك ويبعث كذلك وقال السري السقطي رأيت كأن القيامة قد قامت فرأيت الناس شاخصين بأبصارهم إلى رجل محمول وهو يتأمل بسكره على أجنحة الملائكة وهم يزفونه بالتسبيح وإذا بمناد يقول يا أهل الموقف
نام کتاب : نزهة المجالس ومنتخب النفائس نویسنده : الصفوري جلد : 1 صفحه : 55