المباحة، هي: التي لا يحصل معها إسقاط شيء من الحروف فإن أسقط بعض الحروف، لأجل السرعة لم يجز ذلك له،
وينهى عنه. وأما إذا قرأ قراءة بيِّنة، ينتفع بها المصلون خلفه فحسنٌ.
وقد ذم الله الذين يقرؤون القرآن بلا فهم معناه؛ فقال تعالى: {وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لَا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلَّا أَمَانِيَّ} أي تلاوة بلا فهم، والمراد من إنزال القرآن: فَهْمُ معانيه، والعمل به، لا مجردُ التلاوة.
ويستحب تحسينُ صوته بالقراءة، لما روى أبو داود وغيرهُ: «ليس منا من لم يتغنَّ بالقرآن» .
كان الزهري رحمه الله يقول إذا دخل رمضان: إنما هو تلاوة القرآن وإطعام الطعام.
قال ابن عبد الحكم: كان مالكٌ إذا دخل رمضانُ، يفرُّ من قراءة الحديث ومجالسة أهل العلم، ويقبل على تلاوة القرآن، من المصحف. وقال عبد الرزاق: كان الثوريُّ إذا دخل رمضان ترك جميع العبادات وأقبل على تلاوة القرآن. وقال سفيانُ: كان زيد الياميُّ إذا حضر رمضان، أحضر المصاحف، وجمع إليه أصحابه.
كان السلف: يقبول على تلاوة القرآن في رمضان،
فمنهم من يختم في كل سبع، ومنهم في ثلاثٍ، ومنهم في