الليل، فنام ليلة، فأتاه آتٍ في منامه، فقال له: قُمْ؛ أما علمت أن مفاتيح الجنة مع أصحاب الليل خزانها؟
قيل لابن مسعود: ما نستطيع قيام الليل؛ قال: أقعدتكم ذنوبكم وقيل: لبعض المحبين: قد أعجزنا قيام الليل، قال: قيدتكم خطاياكم. وقال الفضيل: إذا لم تقدر على قيام الليل وصيام النهار فاعلم أنك محروم قد قيدتك خطيئتك.
يا من ضيع عمره في غير طاعة، يا من فرط في شهره بل دهره وأضاعه، يا من بضاعتُه التسويفُ والتفريطُ، وبئس البضاعة، يا من جعل خصمه القرآن وشهر رمضان، كيف ترجو ممن جعلته خصمك الشفاعة كلُّ قيام لا ينهى صاحبه عن الفحشاء والمنكر، لا يزيد صاحبه إلا بعدًا، وكل صيام لا ينهي عن قول الزور والعمل به، لا يورثُ صاحبه إلا مقتًا وردَّاً. يا قوم: أين آثار الصيام؟ أين أنوارُ القيام؟
عباد الله، هذا شهرُ رمضان، وفي بقيته للعابدين مُسْتَمْتَعْ، وهذا كتابُ الله فيه يتلى ويُسْمَعُ، وهذا القرآنُ لو أنزل على جبل لرأيته خاشعًا يتصدع، ومع هذا فلا قلبٌ يخشع، ولا عين تدمع، ولا صيام يصان فينفع، ولا قيامٌ استقام فيرجى أن يشفع.
قلوب خلت من التقوى فهي خراب بلقع، وتراكمت عليها الذنوب فهي لا تبصر ولا تسمع، كم يتلى علينا القرآن