أبليس وذريته من أجلكم موثقة.
قَصِّمُوا ظهره بكلمة التوحيد، فهو يشكو ألم الانكسار في كل موسم من مواسمِ الفضل، ففي هذا الشهر يدعو بالويل، لما يرى من تنزل الرحمة ومغفرة الأوزار، غلب حزبُ الرحمن. وهرب حزبُ الشيطان.
عباد الله: هذا شهر رمضان قد انتصف، فمن منكم حاسب نفسه فيه لله وانتصف؟ من منكم قام في هذا الشهر بحقِّهِ الذي عرف؟ ألا إن شهركم قد أخذ في النقص فزيدوا في العمل، فكأنكم به وقد انصرف، فكلُّ شهر فعسى أن يكون منه خلف، أما شهر رمضان، فمن أين لكم منه خلف؟
تنصف الشهرُ وا لهفاهُ وانصرَما ... واختصَّ بالفوزِ بالجناتِ مَنْ خَدَما
وأصبح الغافلُ المسكينُ منكسِرا ... مثلي، فيا ويحَهُ، يا عُظمَ ما حُرما
من فاتُه الزرعُ في وقت البذارِ فما ... ترَاهُ يحصُدُ إِلاَّ الهمَّ والنَّدَما
طُوبَى لمن كانت التَّقوى بِضاعتَه ... في شهرِه وبحبلِ اللهِ مُعْتَصِما
فصلٌ
في فَضْلِ العشِرِ الأواخرِ من رمضانَ
في الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها، قالت: «كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا دخل العشرُ شدَّ مئزرَه، وأحيَا ليله، وأيقظَ أهلَه» وفي رواية لمسلم عنها، قالت: «كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يجتهدُ في العشرِ الأواخرِ من رمضانَ ما لا يجتهدُ في غيرِه» .