ففرح الرجل فرحا شديدا وزال همه وألمه، وبينما هو في غمرة فرحة انتظاره جاءه الوسيط ثانية ليخبره أن الشاب جاء إلى بعض الطريق ورجع حتى لا يعرض نفسه للتهم بالدخول عندك، فلما سمع الرجل البائس ذلك علته الحسرة وجاءه من المرض نكسة، وبدت عليه علامات الموت وجعل ينشد مناديا الشاب " أسلم " ويقول:
أسلم يا راحة العليل ... ويا شفاء المدنف [1] النحيل
رضاك أشهى إلى فؤادي ... من رحمة الخالق الجليل
فقيل له اتق الله فقال " قد كان " ومات من ساعته، ونعوذ بالله من سوء الخاتمة وشؤم العاقبة. [1] المدنف: أي المريض مرضا ملازما حتى أثقله وأد نفه (مختار الصحاح 233 مادة دنف) .