نام کتاب : إذهاب الحزن وشفاء الصدر السقيم نویسنده : عبد السلام مقبل مجبرى جلد : 1 صفحه : 268
ونصوا في هذا على المد الواجب فقالوا وهم يتكلمون عن الحدر: «أن يمد أقل مد قال به القراء وإلا حرم لترك الترتيل المأمور به شرعا» [1] .
والصحيح في هذا الباب التفصيل، فالقران العزيز «يقرأ للتعلم، فالواجب التقليل والتكرير، ويقرأ للتدبر، فالواجب الترتيل والتوقف، ويقرأ لتحصيل الأجر بكثرة القراءة، فله أن يقرأ ما استطاع» [2] ، ومعنى هذا أنه يستحب لكل إنسان ما يوافقه طبعه ويخف عليه فربما يكلف غير ذلك مما يخالف طبعه فيشق عليه ويقطعه ذلك عن القراءة أو الإكثار أما من تساوى عند الأمران فالترتيل أولى ...
وأشار الخاقاني إلى ذلك بقوله:
وترتيلنا القران أفضل للذي ... أمرنا به من لبثنا فيه والفكر
ومهما حدرنا درسنا فمرخص ... لنا فيه إذ دين العباد إلى اليسر
وكان الناس منذ العهد الأول قد تعلموا ذلك من النبي صلّى الله عليه وسلم:
فصاروا يستعملون كل مرتبة في مواضعها فعن أبي عثمان النهدي قال: دعا عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه بثلاثة قراء فاستقرأهم فأمر أسرعهم قراءة أن يقرأ الناس ثلاثين اية، وأمر أوسطهم أن يقرأ خمسا وعشرين وأمر أبطأهم أن يقرا للناس عشرين اية [3] ، وعن عبد الرحمن بن هرمز الأعرج قال: ما أدركت الناس إلا وهم يلعنون الكفرة في رمضان- قال- فكان القارئ يقوم بسورة البقرة في ثمان ركعات فإذا قام بها في اثنتي عشرة ركعة رأى الناس أنه قد خفف [4] . [1] حاشية ابن عابدين (1/ 541) ، مرجع سابق. [2] جمال القراء وكمال الإقراء (2/ 547) ، مرجع سابق. [3] البيهقي في الكبرى (2/ 497) ، مرجع سابق. [4] البيهقي في الكبرى (2/ 497) ، مرجع سابق.
نام کتاب : إذهاب الحزن وشفاء الصدر السقيم نویسنده : عبد السلام مقبل مجبرى جلد : 1 صفحه : 268