نام کتاب : إذهاب الحزن وشفاء الصدر السقيم نویسنده : عبد السلام مقبل مجبرى جلد : 1 صفحه : 315
حل ارتحل» [1] «وحديث ابن عباس روي أيضا بلفظ قام رجل إلى النبي صلّى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله! أي العمل أفضل؟ أو قال أي العمل أحب إلى الله؟ قال:
«الحال المرتحل» قال: يا رسول الله! وما الحال المرتحل؟ قال: «فتح القران وختمه من أوله إلى اخره، ومن اخره إلى أوله كلما حل ارتحل» [2] .
وعلى فرض ثبوت هذا الحديث [3] فإن العلماء اختلفوا في معنى الحال المرتحل فذهب بعضهم إلى أنه الذي يختم القران بتلاوته، ثم يفتتح التّلاوة من أوّله شبهه بالمسافر يبلغ المنزل فيحلّ فيه، ثم يفتتح سيره: أي يبتدؤه، وكذلك قرّاء أهل مكة إذا ختموا القران بالتّلاوة ابتدأوا وقرأوا الفاتحة وخمس ايات من أوّل سورة البقرة الى وأولئك هم المفلحون، ثم يقطعون القراءة، ويسمّون فاعل ذلك: الحالّ المرتحل، أي ختم القران وابتدأ بأوّله ولم يفصل بينهما بزمان، وقيل: أراد بالحالّ المرتحل الغازي الذي لا يقفل عن غزو إلّا عقبه باخر [4] وهو الذي أبى ابن القيم- رحمه الله تعالى- في الإعلام سواه وقال عن التأويل الأول: «وهذا لم يفعله أحد من الصحابة ولا التابعين، ولا استحبه أحد من الأئمة، والمراد بالحديث الذي كلما حل من غزاة ارتحل في أخرى أو كلما حل من عمل ارتحل إلى غيره تكميلا له كما كمل الأول، وأما هذا الذي يفعله بعض القراء فليس مراد الحديث قطعا» [5] ، ولكن يردّ هذا القطع تفسير الحديث في اخره- حال قبوله- سواء كان مرفوعا أم مدرجا، وأشار الإمام الشاطبي إلى عمل أهل مكة في ذلك فقال: [1] الحاكم (1/ 758) ، مرجع سابق. [2] تحفة الأحوذي (8/ 220) ، مرجع سابق. [3] إذ إن افته اتية من صالح المري فهو ضعيف. انظر: تهذيب التهذيب (4/ 334) . [4] انظر: النهاية (1/ 420) ، مرجع سابق. [5] (ابن القيم) محمد بن أبي بكر أيوب الزرعي أبو عبد الله ت 751 هـ: إعلام الموقعين عن رب العالمين (4/ 306) ، تحقيق: طه عبد الرؤف سعد، دار الجيل، بيروت، 1973 م.
نام کتاب : إذهاب الحزن وشفاء الصدر السقيم نویسنده : عبد السلام مقبل مجبرى جلد : 1 صفحه : 315