نام کتاب : أعلام النبوة نویسنده : الماوردي جلد : 1 صفحه : 209
أرادها أحد بسوء إلّا هلك كأصحاب الفيل فكفّ زنباع، فقال:
تمنى أخو فهر لقاي ودونه ... قراطبة مثل الليوث الحواظر
فوالله لولا الله لا شيء غيره ... وكعبته راقت إليكم معاشري
لأقتل منكم كل كهل معمم ... وأسبي نساء بين جمع الأباعر
فبلغ ذلك عمر رضوان الله تعالى عليه فأجابه وقال:
ألم تر أن الله أهلك من بغى ... علينا قديما في قديم المعاشر
وأردى أبا مكسوم أبرهة الذي ... أتانا مغيرا كالفنيق المخاطر
بجمع كثير يحرج العين وسطه ... على رأسه تاج على رأس باكر
فما راعنا من ذلك العبد كيده ... وكنا به من بين لاه وساخر
وقال سأبغي البيت هدما ولا أرى ... بمكة ماش بين تلك المشاعر
فرداه رب العرش عنا رداءه ... ولم ينجه إعظامه بالمرائر
فأهلكه والتابعين له معا ... وأسرى به من ناصر ومسامر
وليس لنا فاعلم وليس لبيتنا ... سوى الله من مولى عزيز وناصر
فدونك زرنا تلق مثل الذي لقوا ... جميعهم من دار عين وحاسر
وكان شأن الفيل رادعا لكل باغ ودافعا لكل طاغ وقد عاصر رسول الله صلى الله عليه وسلم في زمن نبوته وبعد هجرته جماعة شاهدوا الفيل وطير الأبابيل منهم حكيم ابن حزام وحاطب بن عبد العزى ونوفل بن معاوية لأن كل واحد من هؤلاء عاش مائة وعشرين منها ستين سنة في الجاهلية وستين سنة في الإسلام.
مولد الرسول صلى الله عليه وسلم
ولما حملت آمنة بنت وهب برسول الله صلى الله عليه وسلم حدثت أنها أتيت، فقيل لها:
إنك قد حملت بسيد هذه الأمة فإذا وقع على الأرض فقولي أعيذه بالواحد من شر كل حاسد ثم سميه محمدا ورأيت حين حملت به أنه خرج منها نور رأت منه قصور بصرى من أرض الشام.
قالت أم عثمان بن العاص شهدت ولادة آمنة برسول الله صلى الله عليه وسلم وكان ليلا فما شيء أنظر إليه من البيت إلّا نور وإنني أنظر إلى النجوم تدنو وإني أقول لتقعن عليّ ولما وضعته تركت عليه في ليلة ولادته جفنة فانقلبت عنه فكان من آياته أن لم
نام کتاب : أعلام النبوة نویسنده : الماوردي جلد : 1 صفحه : 209