نام کتاب : الدعوة الإسلامية في عهدها المكي مناهجها وغاياتها نویسنده : رؤوف شلبي جلد : 1 صفحه : 484
إننا إذا وقفنا قليلا عند هاتين الآيتين, فإننا نجد أن الآية الأولى تنفي وقوع الارتياب من عاقل على فرض أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يقرأ ويكتب ذلك؛ لأن معاني القرآن الكريم ومفاهيم الدعوة آيات بينات في صدور أهل العلم[1], وقد جعل الله لها من قبل علامات وبشائر، وهي فيما تدعو إليه إنما تتفق مع مطالب الفطرة وتتلاءم مع العقل السليم. يقول أكثم بن صيفي:
إن الذي يدعو إليه محمد لو لم يكن دينا لكان في أخلاق الناس حسنا[2].
وقد استدل هرقل على صدق الدعوة بحال الداعية يقول:
فقد أعرف أنه لم يكن ليذر الكذب على الناس ويكذب على الله[3] وكذلك النجاشي قالها مؤمنا:
إن هذا والذي جاء به عيسى ليخرج من مشكاة واحدة[4].
وقالتها السيدة خديجة راضية مرضية.
وقالها أبو سفيان رغم أنفه[5].
ولهذا يركز القرآن الكريم على أن استيعاب حال الداعية كدليل على صدق النبوة يقول الله تعالى:
{أَفَلَمْ يَدَّبَّرُوا الْقَوْلَ أَمْ جَاءَهُمْ مَا لَمْ يَأْتِ آبَاءَهُمُ الْأَوَّلِينَ، [1] الإسلام والعقل ص132. [2] التفكير الفلسفي في الإسلام ص30. [3] فتح الباري ج1 ص39. [4] فقه السيرة ص120 في هذا النص، تعبيرات شتى، راجع الكامل في التاريخ ج2 ص81, السيرة لابن هشام ج1 ص337. [5] راجع مقدمة ابن خلدون ج1 ص348.
نام کتاب : الدعوة الإسلامية في عهدها المكي مناهجها وغاياتها نویسنده : رؤوف شلبي جلد : 1 صفحه : 484