نام کتاب : السيرة النبوية في دائرة المعارف البريطانية نویسنده : العمرى، وليد بن بليهش جلد : 1 صفحه : 52
الصحراوية العربية التي كانت الغارات فيها لوناً من ألوان الرياضة وليست شكلاً من أشكال الحرب [1] ، وهذا يفسر كلمة razzia التي تسرف الموسوعة في استخدامها عندما تتكلم عن غزوات الرسول، وهي تعني: "غارة عسكرية تخريبية" [2] .
ولا يمكننا أيضاً أن نقبل الزعم بأن هذه الغزوات والسرايا كانت انعكاساً طبيعياً لحياة الصحراء العربية التي مثل فيها النشاط القتالي لوناً من ألوان الرياضة القومية، إن هذا الزعم لو صح فيما يتعلق بحياة العرب في الجاهلية فإنه لا يمكن أن يصح فيما يتعلق بالحياة في ظل الدولة الإسلامية، وذلك أن الإسلام لم ينظر للقتال على أنه متعة وتسلية {كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ} [البقرة: 216] ، هذا هو فرض الجهاد، يبين الله سبحانه وتعالى أن هذا مِمّ امتحن المسلمين به وجعله طريقاً موصلاً إلى الجنة، ولكن القول بأن العرب كانت تغزو وتُغير للتسلية، فهذا ما ينم عن جهل عميق بخصائص النفس البشرية، ونزوعها إلى الركون إلى السلم وطلبها السلامة.
*وكان المهاجرون (الرجال الذين قدموا من مكة) في بداية الأمر ضيوفاً على إخوانهم المسلمين في المدينة. ولكن لم يكن محمداً ليقبل أن يستمر [1] مونتقمري وات، المرجع السابق، ص 105. [2] معجم: The World Book Dictionary.
نام کتاب : السيرة النبوية في دائرة المعارف البريطانية نویسنده : العمرى، وليد بن بليهش جلد : 1 صفحه : 52