نام کتاب : السيرة النبوية نویسنده : الندوي، أبو الحسن جلد : 1 صفحه : 136
وكأنّها تحوّلت إلى منازل، وتبدو الآكام أشبه بضواح واسعة لا يدرك الطرف لها نهاية [1] .
نشأة مكّة الجديدة وصاحبها:
كانت نشأة مكّة الجديدة على يد قصيّ بن كلاب، فهو الذي جمع قريشا، وأسكنهم مكّة، وخطّ لهم الرّباع [2] ، فأنزل كلّ قوم من قريش منازلهم، واختطّ بنوه من بعده مكة رباعا، فكانوا يقطنونها، ويبيعونها، وأقامت على ذلك قريش، ليس بينهم اختلاف ولا تنازع.
تنظيم حياة وتوزيع مناصب ومسؤوليات:
تملّك قصيّ على قومه وأهل مكّة، وكانت إليه الحجابة، والسّقاية [3] ، والرّفادة [4] ، والندوة، واللواء.
وهو الذي أسّس دار الندوة لا صقة بالمسجد الحرام، وجعل بابها إلى مسجد الكعبة، وهي دار قصيّ بن كلاب، وهي دار الشّورى لقريش ودار الحكم والمجتمع في مكّة، فما تنكح امرأة، ويتزوّج رجل من قريش، وما يتشاورون في أمر نزل بهم، ولا يعقدون لواء لحرب قوم من غيرهم إلّا في [1] آتين دينيه، «محمد رسول الله» ، ص 56 (مقتبسا من «أم القرى» لفؤاد علي رضا، ص (197- 198) . [2] الرّباع: المنازل وما حولها، واحد ربع بالفتح، ذكرها أبو الوليد الأزرقي (ت 223 هـ) في كتابه «أخبار مكة» بتفصيل [واف] . [3] معنى سقاية الحاج: أنهم كانوا يملؤون للحجّاج حياضا من الماء يحلونها بشيء من التمر والزبيب، فيشرب الناس منها إذا وردوا مكة. [4] الرّفادة: طعام كان يصنع للحجّاج على طريق الضيافة؛ وكانت قريش تساعد قصيّا على ذلك بما تقدّمه له من الخرج الذي تخرجه كل سنة (الخضري: ص 36) .
نام کتاب : السيرة النبوية نویسنده : الندوي، أبو الحسن جلد : 1 صفحه : 136