نام کتاب : السيرة النبوية نویسنده : الندوي، أبو الحسن جلد : 1 صفحه : 162
ولم تزل تتعرّف من الله الزيادة والخير، حتى مضت سنتان في بني سعد، وفصلته، وكان يشبّ شبابا لا يشبه الغلمان، وقدمت به صلى الله عليه وسلم على أمّه، وطلبت أن تتركه عندها بعض الوقت، فردّته إليها [1] .
وجاء ملكان وهو في بني سعد، فشقّا بطنه، واستخرجا من قلبه علقة سوداء، فطرحاها ثمّ غسلا قلبه، حتى أنقياه وردّاه كما كان [2] .
ورعى رسول الله صلى الله عليه وسلم الغنم مع إخوته من الرضاعة، ونشأ على البساطة والفطرة، وحياة البادية السامية، واللغة الفصيحة التي اشتهر بها بنو سعد بن بكر، وكان يقول لأصحابه فيما بعد: «أنا أعربكم، أنا قرشيّ، واسترضعت في بني سعد بن بكر» [3] .
وفاة عبد الله وآمنة وعبد المطّلب وكفالة أبي طالب:
وقد تحقّق أنّ أبا رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله بن عبد المطلب توفي قبل ولادته صلى الله عليه وسلم، وكان قافلا من الشام، فمرض في الطريق، ووصل إلى يثرب- مدينة أخواله بني عديّ بن النّجار- ومات هناك في شبابه. [1] اقرأ حكاية حليمة للرضاعة الطويلة البليغة الحبيبة في سيرة ابن هشام: ج 1، ص 162- 166، وقد روي اختلاف في إسلام مرضعة الرسول صلى الله عليه وسلم حليمة السعدية، وقد رجّح السيوطيّ والحافظ مغلطائي بن قليج إسلامها. [2] راجع القصة في كتب السيرة وقد رواها مسلم في صحيحه عن أنس بن مالك في كتاب الإيمان، باب «الإسراء برسول الله صلى الله عليه وسلم» [برقم (261) ، وأحمد في المسند: 3/ 121] . قال شيخ الإسلام أحمد بن عبد الرحيم المعروف بولي الله الدهلوي (م 1176 هـ) في كتابه الفريد «حجة الله البالغة» : «وظهرت الملائكة، فشقت عن قلبه؛ فملأته إيمانا وحكمة، وذلك بين عالم المثال والشهادة فلذلك لم يكن الشق عن القلب إهلاكا، وقد بقي منه أثر المخيط؛ وكذلك كل ما اختلط فيه عالم المثال والشهادة» (حجة الله البالغة: ج 2 ص 205) . [3] سيرة ابن هشام: ج 1، ص 167.
نام کتاب : السيرة النبوية نویسنده : الندوي، أبو الحسن جلد : 1 صفحه : 162