نام کتاب : السيرة النبوية نویسنده : الندوي، أبو الحسن جلد : 1 صفحه : 196
يا أبا الوليد؟! قال: ورائي أنّي قد سمعت قولا والله ما سمعت مثله قطّ، والله ما هو بالشعر، ولا بالسحر، ولا بالكهانة، يا معشر قريش! أطيعوني، وخلّوا بين هذا الرجل وبين ما هو فيه، فاعتزلوه، قالوا: سحرك والله يا أبا الوليد بلسانه، قال: هذا رأيي فيه، فاصنعوا ما بدا لكم [1] .
هجرة المسلمين إلى الحبشة:
ولمّا رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يصيب أصحابه من البلاء، وأنّه لا يقدر على أن يمنعهم، قال لهم: لو خرجتم إلى أرض الحبشة، فإنّ بها ملكا، لا يظلم عنده أحد، وهي أرض صدق، حتّى يجعل الله لكم فرجا مما أنتم فيه.
فخرجت عند ذلك جماعة من المسلمين إلى أرض الحبشة، فكانت أوّل هجرة في الإسلام، وكانوا عشرة رجال وأربع نسوة فيهم عثمان بن عفّان وزوجه رقيّة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، أمّروا عليهم عثمان بن مظعون.
ثم خرج جعفر بن أبي طالب، وتتابع المسلمون، حتّى اجتمعوا بأرض الحبشة، منهم من خرج بأهله، ومنهم من خرج بنفسه، وكان جميع من هاجر إلى أرض الحبشة ثلاثة وثمانين رجلا [2] .
ولم تكن الغاية الوحيدة من الهجرة إلى الحبشة الخلاص من أذى قريش، بل كانت مقترنة بالدعوة إلى الإسلام والتخفيف من هموم النبيّ صلى الله عليه وسلم.
واستعراض قائمة المهاجرين يدلّ على سعة الدائرة البشرية وتنوّعها [1] سيرة ابن هشام: ج 1؛ ص 293- 294 [وجاء من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، قال الهيثمي في المجمع (6/ 19- 20) : رواه أبو يعلى، وفيه الأجلح الكندي، وثّقه ابن معين وغيره، وضعفه النسائي وغيره، وبقية رجاله ثقات] . [2] سيرة ابن هشام: ج 1، ص 321- 330.
نام کتاب : السيرة النبوية نویسنده : الندوي، أبو الحسن جلد : 1 صفحه : 196