نام کتاب : السيرة النبوية نویسنده : الندوي، أبو الحسن جلد : 1 صفحه : 425
المسلمون إلى معسكرهم، فأدخل في الفسطاط [1] فزعموا أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم اطّلع في الفسطاط، ثمّ أقبل على أصحابه، وقال: «لقد أكرم الله هذا العبد، وساقه إلى خير، ولقد رأيت عند رأسه اثنتين من الحور العين، ولم يصلّ لله سجدة قطّ» [2] .
ما على هذا اتبعتك:
وجاء رجل من الأعراب إلى النّبيّ صلى الله عليه وسلم فامن به واتبعه، فقال: أهاجر معك، فأوصى به بعض أصحابه، فلمّا كانت غزوة خيبر، غنم رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا فقسّمه له، وكان يرعى ظهرهم، فلمّا جاء دفعوه إليه، فقال: ما هذا؟
قالوا: قسمه لك رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذه، فجاء به إلى النّبيّ صلى الله عليه وسلم فقال: ما هذا يا رسول الله؟ قال: «قسم قسمته لك» قال: ما على هذا اتبعتك، ولكن اتبعتك على أن أرمى هاهنا- وأشار إلى حلقه- بسهم، فأموت فأدخل الجنّة، فقال: «إن تصدق الله يصدقك» .
ثمّ نهضوا إلى قتال العدوّ، فأتي به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مقتول، فقال: «أهو هو؟» قالوا: نعم، قال: «صدق الله فصدقه» فكفّنه النّبيّ صلى الله عليه وسلم في جبّته ثم قدّمه، فصلّى عليه، وكان من دعائه له: «اللهمّ هذا عبدك خرج مهاجرا في سبيلك، قتل شهيدا وأنا عليه شهيد [3] » . [1] [الفسطاط: هو ضرب من الأبنية في السّفر دون السّرادق] . [2] زاد المعاد: ج 1، ص 393. [3] المصدر السابق: ج 1، ص 394 [وأخرجه الحاكم في المستدرك (3/ 688) برقم (6527) من حديث شدّاد بن الهاد بسند صحيح، والنّسائي في السنن الكبرى (1/ 634) برقم (2080) ، والبيهقي في السنن (4/ 15) برقم (6608) .
نام کتاب : السيرة النبوية نویسنده : الندوي، أبو الحسن جلد : 1 صفحه : 425