قاتل سفير المسلمين وعقوبته:
بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم الحارث بن عمير الأزديّ بكتابه إلى شرحبيل بن عمرو الغسّانيّ، حاكم «بصرى» التابع لقيصر ملك الروم، فأوثقه رباطا، ثمّ قدّمه فضرب عنقه [2] ، ولم تجر العادة بقتل الرسل والسّفراء، عند الملوك والأمراء، مهما اشتدّ الخلاف، وكرهت الرسالة التي يحملونها، وكان حادثا لا يجوز التغاضي عنه، ففيه خطر عظيم على الرّسل والسّفراء، وإهانة شديدة للمرسل والرسالة، فكان لا بدّ من تأديب هذا المعتدي والغضب لهذا المعتدى عليه، حتّى لا تهون حياة السفراء، ولا تتكرّر هذه المأساة.
أول جيش في أرض الروم:
فلمّا بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم الخبر، أراد أن يبعث بعثا إلى «بصرى» وذلك [1] قرية تقع الآن على بعد 12 كيلو مترا جنوب الكرك في الأردن، والمسافة بين المدينة ومؤتة 1100 كيلو مترا تقريبا، وقد قطعها المسلمون على ظهور الإبل والخيل، وانقطع عنهم المدد والميرة والخبر بعد ما خرجوا من بلدهم، وهم يدخلون في لهوات العدو وفي فكيه، يفعل بهم ما يشاء. (مقتبس من كتاب المؤلّف «من نهر كابل إلى نهر اليرموك» ) [انظر «رحلات العلّامة أبي الحسن الندوي، ص (364) طبع دار ابن كثير بدمشق] . [2] زاد المعاد: ج 1، ص 414.
نام کتاب : السيرة النبوية نویسنده : الندوي، أبو الحسن جلد : 1 صفحه : 435