نام کتاب : السيرة النبوية نویسنده : الندوي، أبو الحسن جلد : 1 صفحه : 438
قيادة خالد الحكيمة:
واصطلح النّاس بعده على خالد بن الوليد- رضي الله عنه- فأخذ الراية، ودافع القوم، وكان شجاعا حكيما، يعرف سياسة الحرب، فانحاز بالجيش الإسلاميّ إلى الجنوب، وانسحب العدوّ نحو الشمال [1] ، وأرخى الليل سدوله، حتّى انصرف النّاس، وكلا الفريقين اغتنم السلامة، ورأى المصلحة في عدم التحرّش ومتابعة القتال.
ومعروف أنّ عملية الانسحاب- كما يقول الفاضل اللواء الركن محمود شيت خطّاب- تعدّ من أصعب العمليات العسكرية لاحتمال انقلاب الانسحاب إلى هزيمة، والهزيمة كارثة تؤدّي إلى خسائر فادحة بالمنهزمين، ولا تعدّ خسائر المسلمين الضئيلة في مؤتة شيئا يذكر بجانب الفائدة العسكريّة التي أفادها الاطلاع على خواصّ قوات الروم وتنظيمها وتسليحها وأساليب قتالها مما اتضح أثره في المعارك التي خاضها المسلمون فيما بعد [2] .
ووزّع خالد عددا غير قليل من رجاله في خطّ مؤخرة جيشه، أحدثوا حين أصبح الناس ضجّة عظيمة، أدخلت إلى روع العدوّ أنّ مددا جاء من المدينة، فتهيّب الروم المسلمين، وقالوا: إذا كان صنع ثلاثة آلاف بنا ما قد رأيناه، فكيف بهم إذا جاءهم المدد، الذي لا يعرف عدده وقوته؟!!، فتقاعس الروم عن مهاجمة الجيش الإسلاميّ، وكفى الله المؤمنين القتال [3] .
- الزبير، والهيثمي في المجمع (6/ 159- 160) عن رجل من الصحابة وحسّنه الحافظ ابن حجر في الفتح (7/ 511) ] . [1] زاد المعاد: ج 1، ص 415، وسيرة ابن هشام: ج 2، ص 379- 380. [2] شيت خطّاب، الرسول القائد، ص 206- 207، وعن مؤتة انظر كذلك.Encyclopedia of Islam ,art ,muta [3] راجع «المغازي» للواقدي.
نام کتاب : السيرة النبوية نویسنده : الندوي، أبو الحسن جلد : 1 صفحه : 438