تمهيد لفتح مكة:
ولمّا تمّ أمر الله في ترسيخ هذا الدّين، وتربية المسلمين، وامتحن الله قلوبهم للتّقوى، وفاضت كأس قريش ظلما وعدوانا، وجحودا بالحقّ، وصدّا عن سبيل الله، ومحاربة للإسلام وأهله، أراد الله أن يدخل رسوله والمسلمون مكة فاتحين غالبين، يطهّروا الكعبة من الرّجس من الأوثان وقول الزّور، ويعيدوا مكة إلى مكانتها الأولى، فتكون مثابة للناس وأمنا، ويجعلون البيت كما كان مباركا وهدى للعالمين.
نقض بني بكر وقريش الحلف:
وقد هيّأ الله لذلك أسبابا، وساعدت عليها قريش، بل دعت إليها من حيث لا تشعر، فقد وقع حادث لم يسوّغ ذلك فحسب، بل أوجبه، ولله جنود السّماوات والأرض.
كان قد تقرّر في صلح الحديبيّة أنّ من أحبّ أن يدخل في عقد رسول الله صلى الله عليه وسلم وعهده فعل، ومن أحبّ أن يدخل في عقد قريش وعهدهم فعل، ودخلت [1] الموافق ليناير سنة 630 م.
نام کتاب : السيرة النبوية نویسنده : الندوي، أبو الحسن جلد : 1 صفحه : 443