نام کتاب : السيرة النبوية نویسنده : الندوي، أبو الحسن جلد : 1 صفحه : 73
والبطالة، وكانوا بارعين في النميمة، والخبث، والافتراء، والبهتان، وقد اتخذوا ذلك وسيلة لكسب القوت والوصول إلى الثروة والجاه» [1] .
ويقول «آرتهر كرستن سين» :
«كانت النتيجة أن انتشرت ثورات الفلاحين، وكان النهّابون يدخلون في قصور الأغنياء وينهبون ما يجدون فيها من أموال وأثاث، ويلقون القبض على النساء، ويستولون على الأملاك والعقارات، فأصبحت الأراضي والمزارع مقفرة خربة، لأنّ هؤلاء الملاك الجدد لم يكن لهم عهد، ولا معرفة بالفلاحة» [2] .
ظهر من ذلك أنّه كان في إيران القديمة استعداد عجيب دائما لقبول الدّعوات المتطرّفة المغالية، وكانت دائما تحت تأثير ردود فعل عنيفة، وكانت تتأرجح بين «أبيقورية» [3] جامحة وتنسك مغال حينا، وبين احتكار سلاليّ، أو طبقيّ، أو دينيّ، وشيوعية متطرفة وفوضويّة مطلقة حينا آخر، أفقدها هذا التأرجح الاتزان والاقتصاد والهدوء.
وكانت الأحوال سيئة جدّا في هذه الإمبراطورية- الإيرانية السّاسانية- في القرن السادس المسيحيّ، فكانت تحت رحمة الملوك الذين كانوا يحكمون بالوراثة، ويرون أنفسهم فوق الناس وفوق بني آدم، وكانوا يخاطبون بكلمة «الإله» وتضاف إليهم كلمة الألوهية بطريق مكشوف، وكان الإمبراطور [1] نامه تنسر: طبع مينوي، ص 13. [2] إيران في عهد الساسانيين: ص 477. [3] مذهب «أبيقور» الفيلسوف الإغريقي الذي قال بأن المتعة هي الخير الأسمى.
نام کتاب : السيرة النبوية نویسنده : الندوي، أبو الحسن جلد : 1 صفحه : 73