responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : السيرة النبوية منهجية دراستها واستعراض أحداثها نویسنده : عبد الرحمن على الحجى    جلد : 1  صفحه : 184
وهؤلاء الثلاثة جمعتهم مواجهة دعوة الله تعالى التي كلّف بها موسى وهارون- عليهما السلام- وإن اختلفت أقوامهم وانتما آتهم. واستمر الصراع الدامي المتنوع الطويل [1] بين الحق الذي أراده الله تعالى وبين الباطل وجنوده. وانتهى- كما هي سنة الله تعالى- بنصره عباده المؤمنين بدعوته العاملين بها ولها وَلَقَدْ أَرْسَلْنا مُوسى بِآياتِنا وَسُلْطانٍ مُبِينٍ (23) إِلى فِرْعَوْنَ وَهامانَ وَقارُونَ فَقالُوا ساحِرٌ كَذَّابٌ (24) فَلَمَّا جاءَهُمْ بِالْحَقِّ مِنْ عِنْدِنا قالُوا اقْتُلُوا أَبْناءَ الَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ وَاسْتَحْيُوا نِساءَهُمْ وَما كَيْدُ الْكافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلالٍ (25) وَقالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسى وَلْيَدْعُ رَبَّهُ إِنِّي أَخافُ أَنْ يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَنْ يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسادَ (26) وَقالَ مُوسى إِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ مِنْ كُلِّ مُتَكَبِّرٍ لا يُؤْمِنُ بِيَوْمِ الْحِسابِ [غافر: 23- 27] .
هذه الآيات الكريمة من سورة غافر، التي فيها نماذج أخرى كثيرة.
ولعل فرعون يعتبر نموذجا لسلطان الحكم وطغيانه وجبروته المتأله. وهامان وهو وزير فرعون المدبر لمكائده- نموذجا لسلطان العلم والمنصب.
وقارون نموذجا لسلطان الثروة والعلم قالَ إِنَّما أُوتِيتُهُ عَلى عِلْمٍ عِنْدِي [القصص: 78] .
وكل هذه النماذج بات أصحابها جميعا معا في جبهة واحدة ضد الإيمان. والكفر ملة واحدة، مهما كان بينهم من التناقضات- وما أكثرها- والعداوات- وما أشدها- والحزازات- وما أعمقها وأعرقها- كما نلمسه اليوم في المعسكرات التي اتحدت ضد الإسلام. وهي ربما لم تتحد عمرها يوما ولا مرة واحدة إلا في هذا.
فليس هناك إذا إلا معسكران: معسكر الإيمان بالله تعالى ودعوته، وهو

تفتح بها هذه الخزائن.
[1] ذكر أن مدة بقاء موسى في مصر- وهو يواجه فرعون وملأه بهذه الدعوة الربانية- كانت ثلاثة وعشرين عاما. انظر: التفسير، (3/ 1366) .
نام کتاب : السيرة النبوية منهجية دراستها واستعراض أحداثها نویسنده : عبد الرحمن على الحجى    جلد : 1  صفحه : 184
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست