نام کتاب : السيرة النبوية منهجية دراستها واستعراض أحداثها نویسنده : عبد الرحمن على الحجى جلد : 1 صفحه : 327
بالآثام، وخامل في طريق الالتزام، فإن الله لا يقبل من الأعمال إلا ما كان خالصا لوجهه الكريم [1] ، وفي كل الأحوال.
* الإسلام وطن وقومية:
وتشير الهجرة إلى أن الإسلام لا يعرف وطنا ولا قوما بعينهم، يكون حكرا عليهم، فالقوم في الإسلام هم المسلمون، والوطن فيه الذي ترتفع على قممه شامخات: راية لا إله إلا الله محمد رسول الله، يعمل المسلم على امتدادها حيث استطاع.
ويوم كان الجيش الإسلامي يتجه نحو القسطنطينيّة سنة خمسين للهجرة، وحضرت الوفاة أبا أيوب الأنصاري [2] كان من وصاته: طلب من [1] معنى حديث شريف. [2] أبو أيوب الأنصاري: خالد بن زيد (51 هـ 671 م) ، من المسلمين السابقين، ومن نجباء الصحابة، ومن أحبّهم إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلم. وهو الذي حرسه- متطوّعا- ليلة بنى بصفية بنت حييّ بن أخطب- رضي الله عنها- (7 هـ) بعد خيبر (الإصابة، 4/ 346، رقم 650. السيرة النبوية، أبو شهبة، 2/ 383. حياة الصحابة، 2/ 663) ، بعد أن أسلمت، وطهرت، فأعتقها صلّى الله عليه وسلّم وتزوجها، رضي الله عنها. (الإصابة، نفسه. مغازي الواقدي، 2/ 707. الطبقات الكبرى، 8/ 120) . وكان أبو أيوب عقبيّا كثير المناقب، شهد العقبة وبدرا وأحدا والخندق والمشاهد كلّها مع رسول الله صلّى الله عليه وسلم، وشهد الفتوح. وسكن المدينة ثم انتقل إلى الشام. وضيّف رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في داره لما هاجر إلى المدينة، نزل في داره وأقام عنده سبعة أشهر (زاد المعاد، 1/ 102) ، حتى بنى صلّى الله عليه وسلّم حجره ومسجده في نفس السنة. وكان الرسول صلّى الله عليه وسلم في الطابق الأرضي وأبو أيوب في العلوي، ووجد في ذلك حرجا شديدا. ويوم أهريق ماء في الغرفة، فأخذ أبو أيوب وزوجته ينشّفونه بقطيفة يتبعونه، كيلا يخلص إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلم، فرجاه أن ينتقل إلى فوق. وكان صلّى الله عليه وسلّم يرسل له الطعام، فيضع أصابعه حيث يرى أثر أصابع الرسول الكريم صلّى الله عليه وسلم (فكنا نصنع طعاما فإذا رد ما بقي منه تيممنا موضع أصابعه، فأكلنا منها نريد البركة) . (حياة الصحابة، 2/ 329) . وآخى الرسول صلّى الله عليه وسلّم بينه وبين مصعب بن عمير. وكان أبو أيوب شجاعا صابرا تقيا قويا أبيا محبا للغزو والجهاد، ولزم الجهاد حتى
نام کتاب : السيرة النبوية منهجية دراستها واستعراض أحداثها نویسنده : عبد الرحمن على الحجى جلد : 1 صفحه : 327