responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : السيرة النبوية منهجية دراستها واستعراض أحداثها نویسنده : عبد الرحمن على الحجى    جلد : 1  صفحه : 387
يَنْفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ [غافر: 51- 52] .
وقد يكون هذا العناد والكبرياء والحرب لدين الله تعالى من الأمم والولاء للظلم وأهله، سبب بلائها وعظيم لأوائها وسر زوالها، فتغدو أثرا بعد عين، غير مذكورة إلا بهذا الاعتبار العبرة المثار، تناقصت فذرت وذهبت.
ولعل هذا مشمول ببعض معاني وإشارات هذه الآيات الكريمة.
يَمْحُوا اللَّهُ ما يَشاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتابِ (39) وَإِنْ ما نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِنَّما عَلَيْكَ الْبَلاغُ وَعَلَيْنَا الْحِسابُ (40) أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُها مِنْ أَطْرافِها وَاللَّهُ يَحْكُمُ لا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ وَهُوَ سَرِيعُ الْحِسابِ [الرعد: 39- 41] .
أَفَلا يَرَوْنَ أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُها مِنْ أَطْرافِها أَفَهُمُ الْغالِبُونَ [الأنبياء: 44] .
والصحابة الكرام جيل القرآن الفريد السعيد، نجدهم قد فهموا الإسلام أروع فهم وأخذوا به خير أخذ، وعملوا به أجمل عمل، حتى صاروا صورة لهذا الدين، تنظر الأجيال فيهم ترى حقيقة الإسلام ماثلة في الحياة. بل هم لا مثيل لهم في أيّ من الأمم الآخرى ممن كان قبلهم- حتى من أتباع الأنبياء السابقين، عليهم السلام، ومن الحواريين وغيرهم- ولا بعدهم إلا بهذا الدين وعلى مثالهم ومستواهم وتفانيهم، وبلا نظير.
استعرض تواريخ الأمم الآخرى كلّها، بكل وقائعها وتفاصيلها، فإنك لست واجدا مثيلا أبدا أبدا، نوعا وكما وكيفا، ولا شبيه بها بأي مقدار، وأنى لها بحال! صفات كريمة سارت في كل اتجاه طيبة الطّعوم وطيبها متنوع تسقى بماء واحد.
وقد عرفت الأمة- بكل أجيالها- مكانة الصحابة الكرام- رضوان الله عليهم- وأدت حقهم ورعت حرمتهم، حمية وهيبة واقتداء، إلا من هوى به الهوى، مهما ادعى واحتوى. ونرجو الله تعالى الهداية ونستعين به سبحانه وتعالى بالبراءة من كل غواية.

نام کتاب : السيرة النبوية منهجية دراستها واستعراض أحداثها نویسنده : عبد الرحمن على الحجى    جلد : 1  صفحه : 387
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست