نام کتاب : السيرة النبوية منهجية دراستها واستعراض أحداثها نویسنده : عبد الرحمن على الحجى جلد : 1 صفحه : 392
السنة الثامنة للهجرة- لم يأخذ أي أحد منهم ولم يفكر بمال أو عقار، أثاث أو دار، مما تركه وأخذته قريش، ولم يكن ذلك على بالهم أو في حسابهم، لا سيما بعد توجيه الرسول الكريم صلّى الله عليه وسلّم من سأل منهم عن هذا الأمر [1] .
كانوا يريدون أن يكون جهادهم خالصا لله تعالى، وهذا في كل الأعمال. وكانوا يحافظون على ذلك ولا ينقصون منه، سائلين الأجر من الله تعالى في كل هذا وغيره، ديدن مألوف.
وحين سأل أسامة بن زيد بن حارثة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم- في فتح مكة- عن مكان نزوله قال: «وهل ترك لنا عقيل من رباع أو دور (من منزل) » [2] .
لكنه صلّى الله عليه وسلم- في فتح مكة وفي حجة الوداع- نزل في خيف بني كنانة، حيث ضربت له القبة. وكان هذا توجيه صلى الله عليه وسلّم حين أراد أن ينفر من منى:
«نحن نازلون غدا- إن شاء الله- بخيف بني كنانة حيث تقاسموا على الكفر» [3] ، يعني: المحصّب، وهو الأبطح. [1] زاد المعاد، (3/ 105- 106) ، (5/ 70) . [2] أخرجه البخاري في الحج، باب: توريث دور مكة وبيعها وشرائها. وفي الجهاد، باب إذا أسلم قوم في دار الحرب. ومسلم في الحج (1351) وشرح النووي له (9/ 120) . زاد المعاد، (3/ 106) ، (383- 384) . [3] أخرجه البخاري في الحج، باب نزول النبي صلّى الله عليه وسلّم بمكة، ومسلم (1314) في الحج، باب استحباب النزول بالمحصّب. زاد المعاد، (2/ 267، 271) . السيرة النبوية، المغازي، الذهبي، (709) . «تقاسموا على الكفر» : تحالفوا وتعاهدوا عليه. وهو تحالفهم على إخراج النبي صلّى الله عليه وسلم وبني هاشم وبني المطلب من مكة إلى هذا الشعب وهو خيف بني كنانة، وكتبوا بينهم الصحيفة المشهورة، وكتبوا فيها أنواعا من الباطل وقطيعة الرّحم والكفر. فأرسل الله تعالى عليها الأرضة فأكلت كل ما فيها من كفر وقطيعة رحم وباطل، وتركت ما فيها من ذكر الله ... فكان نزوله صلّى الله عليه وسلّم شكرا لله تعالى على الظهور (النصر) - بعد الاختفاء- وعلى إظهار دين الله تعالى. شرح مسلم، النووي، (9/ 59- 62) . المقصود هو موضوع القضية المعروفة، وهي الصحيفة أو المقاطعة: ألّا يعاملوا
نام کتاب : السيرة النبوية منهجية دراستها واستعراض أحداثها نویسنده : عبد الرحمن على الحجى جلد : 1 صفحه : 392